ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية, أن ألمانيا أعادت السفير البريطانى لديها, طلبًا لتوضيح ما نشرته الإندبندنت أمس عن تنصت لندن على برلين, عن طريق سفارة المملكة المتحدة فى العاصمة الألمانية، والتى تقع على مقربة من البرلمان الألمانى ومقر المستشارة أنجيلا ميركل.

وأشارت الصحيفة, إلى أن سفير بريطانيا لدى ألمانيا "سيمون ماكدونالد" التقى بكبار المسئولين الألمان، وتم تحذيره صراحة من أن أى اعتراض للبيانات من قبل أجهزة المخابرات من منشأة دبلوماسية, سيمثل انتهاكا للقانون الدولى، ويعتقد أن هذه هى المرة الأولى التى تستدعى فيها ألمانيا سفير بريطانيا لديها بهذه الطريقة منذ الحرب العالمية الثانية.

وكانت الوثائق التى سربها المحلل الاستخباراتى الأمريكى السابق "إدوارد سنودن" قد أشارت إلى أن بريطانيا تدير مركز لاعتراض البيانات من فوق سطح سفارتها، وبعدما حظيت هذه الأنباء باهتمام واسع فى وسائل الإعلام فى ألمانيا، قام وزير الخارجية "جيدو فسترفيله" بمطالبة السفير البريطانى ببيان، ونقل ماكدونالد، الذى عمل فى السابق كمستشار السياسة الخارجية لرئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون, ورئيس السياسة الخارجية والدفاعية فى مكتب رئيس الحكومة، المحادثة على لندن.

وكانت ألمانيا قد استدعت الشهر الماضى سفير واشنطن لديها، والذى تلقى شكوى رسمية بعدما تم الكشف عنه من تجسس الولايات المتحدة على الهاتف الشخصى لميركل.

من جانبها، سعت الحكومة البريطانية إلى التقليل من مدى الخلاف، وأصر المتحدث باسم كاميرون على أن ماكدونالد قد وجهت دعوة وليس استدعاء, وقال إن كاميرون لديه علاقة ممتازة مع كل من ميركل وحكومتها، وستستمر تلك العلاقة.

إلا أن دبلوماسى بريطانى رفيع المستوى سبق له العمل فى سفارة برلين مؤخرا، كان له رأى مختلف، ووصف مزاعم التجسس وما أعقبها بأنها محرجة جدًا, وقال إن هناك تعاون استخباراتى ممتاز بين لندن وبرلين، ولا ترغب فى بريطانيا فى الإضرار به بسبب تلك المسألة, لكن لو أدى الأمر إلى حوار أفضل حول القضية، ربما يمكن أن يحدث شيئا إيجابيًا على الأقل.