قالت مجموعة من أكبر خبراء المناخ حول العالم، إن طاقة الرياح والشمس لن تكون كافية للحيلولة دون حدوث ظروف الاحتباس الحرارى المتطرفة، موضحين أنهم دعوا المدافعين عن البيئة لدعم تطوير طاقة نووية أكثر أمانا، كأحد وسائل وقف لتلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفورى.

وأرسل أربعة علماء لعبوا دورا كبيرا فى التحذير من مخاطر التغير المناخى، خطابات اليوم الإثنين، للجماعات البيئية الكبرى ولسياسيين حول العالم.

الخطاب الذى حصلت الأسوشيتد برس على نسخة منه قبل إرساله، يحث على مناقشة جادة لدور الطاقة النووية فى مقاومة التغير المناخى.

ويتفق خبراء البيئة على أن الاحتباس الحرارى ظاهرة تهدد النظم البيئية والبشر على السواء، غير أن كثيرين يعارضون استخدام الطاقة النووية ويرون أن أشكال الطاقة المتجددة ستكون قادرة على توفير ما يحتاجه العالم من طاقة فى غضون عقود قليلة، وقال الخطاب إن هذا لا يعد حلا واقعيا.

كما أن مصادر الطاقة تلك لا يمكن تطويرها بالسرعة الكافية "لتوفير الطاقة بتكلفة زهيدة وبوفرة يمكن الاعتماد عليها لتغطية احتياجات العالم"، و"فى ظل تزايد الاحتباس الحرارى وانبعاثات ثانى أكسيد الكربون أسرع من أى وقت مضى.. لا يسعنا تجاهل أى تكنولوجيا" يمكن أن تساعد فى تقليص حجم الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.

الموقعون على الخطاب هم جيمس هانسن أحد أبرز علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) السابقين، وكين كالديرا من معهد كانيغى وكيرى إيمانويل من معهد ماساشوستس للتقنية وتوم ويغلى من جامعة أديليد فى أستراليا.

كان هانسن بدأ فى نشر بحث حول التهديد الذى يفرضه الاحتباس الحرارى قبل ما يزيد على الثلاثين عاما، وساعدت شهادته أمام الكونغرس عام 1988 فى بدء المناقشات العامة حول هذه القضية.

وفى فبراير الماضى ألقى القبض عليه أمام البيت الأبيض خلال احتجاج مناخى شارك فيه رئيس نادى سييرا "سييرا كلب"- واحد من أقدم وأكبر المؤسسات الأمريكية المعنية بالبيئة- ونشطاء آخرون.

وكان كالديرا أحد المساهمين فى وضع تقارير اللجنة الحكومية المعنية بالتغير المناخى، فيما عرف إيمانويل ببحثه المتعلق بالروابط المحتملة بين التغير المناخى والأعاصير. ويعمل يغلى هو الآخر فى مجال أبحاث المناخ منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وقال إيمانويل إن الموقعين لا يعارضون فكرة موارد الطاقة المتجددة لكنهم يريدون أن يدرك المدافعون عن البيئة أنه "وبشكل واقعى.. لا يمكنهم حل مشكلات الطاقة العالمية وحدهم".

الغالبية العظمى من علماء المناخ يقولون إنهم باتوا على ثقة الآن من أن التلوث الناتج عن الوقود الأحفورى زاد درجة حرارة الأرض خلال الستين عاما الماضية، وأنه يجب خفض حجم تلك الانبعاثات بشكل كبير للحيلولة دون وقوع ضرر بالغ مستقبلا.