مفاهيم عن الهجرة وتوديع عام واستقبال عام هجري جديد 1435هـ الموافق 2013م


المحور الأول: الهجرة النبوية دروس وعبر :

1- ستظل الهجرة أعظم حدث في تاريخ البشرية ,حيث أسست لمنهج تغييري إصلاحي شامل, لجميع جوانب الحياة الإنسانية (الاقتصادية – والتشريعية والدستورية والتعليمية ...الخ)

2- الهجرة النبوية الشريفة أعظم نصر للقيم والمبادئ والدعوة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وستبقى الهجرة بمفهومها الشامل في حياة المسلم أساس للتمكين للحق في الأرض ,والذي يتوج بالنصر المبين متى كانت خالصة لله تعالى ,قال سبحانه وتعالى: ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) [التوبة : 40]

ملحوظة: يشار إلى عودة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحا بعد ثماني سنوات من خروجه منها .

3- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجراً تاركاً وطنه وأهله ,ويتربص به الأعداء , لكنه كان يحمل أملاً كبيرا في العودة إلى مكة ,منتصرا بالحق للحق ,وبالعدل على الظلم ,والتواضع على الكبر ,والشورى على الاستبداد ....الخ قال تعالى إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) [القصص : 85 ، 86] ) وقد نزلت هذه الآية الكريمة وهو في طريقه إلى المدينة أثناء الهجرة .

4- عند ما تغلق بعض المنافذ تفتح في المقابل عدة منافذ أخرى, فحين أغلقت مكة أبوابها أمام الدعوة فتحت المدينة أبوابها لتكون مفتاح كل الأبواب... الخ.

المحور الثاني: الهجرة دلالات وأحداث:

1- إن الناظر في الأسباب التي دفعت الرسول صلى الله عليه وسلم ,والصحابة الكرام رضوان الله عليهم إلى الهجرة يجد أنها ذو شقين :الأول حماية للداعي والدعوة ,فلا ينبغي أن يعرّض الداعي نفسه إلى ما قد يسبب في تعثره فتتضرر الدعوة . الثاني : البحث عن أرضية ومجتمع يتقبل المبادئ الجديدة ويحتضن الدولة الإسلامية الجديدة والدعوة والدعاة لنشر النور والخير حتى يصل إلى من كانوا يحاربونها ,قال الله تعالى وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) [الأنفال : 30 ، 31] ) ، وقال تعالى عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) [الممتحنة : 7) وقال تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (33) [التوبة :

2- الهجرة المعاصرة من المسلم اليوم هي :الثبات في موقعه, والعمل في واقعه ومساهما مع غيره على انتزاع قيادة المجتمع والأمة من المغتصبين والظالمين والفاسدين ,وتسلم الراية لقيادة الأمة البشرية بمنهج النبوة إلى سعادتها في الدنيا والآخرة ,وتحطيم الآصار والأغلال التي كبلوها الأعداء على رقاب البشرية لتظل خانعة ذليلة لقادة الشر والطغيان , قال تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157] ) وقال عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ) رواه البخاري , وقال عليه الصلاة والسلامرباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها )رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم .

3- التواكل والسلبية والفراغ والمداهنة والإحجام عن قول كلمة الحق والاستسلام للظالمين ,والرضا بالدون من العيش في ظل نهب الثروات وتفشي الفساد وإقلاق الأمن وإعاقة التنمية ...الخ . أهم ما يجب على كل مسلم أن يهجره ويتبرأ منه, فإن بقاء ذلك أهم عائق في طريق نهضة المجتمع والأمة المسلمة وريادتها وبناء حضارتها والتحقق بالوسطية والخيرية التي هي أساس في تميزها عن غيرها ,قال تعالى (قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ) [الشعراء : 168] وقال تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [البقرة : 143] ) وقال تعالى: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران : 110] ) وقال عليه الصلاة والسلام لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه : يتعرض للبلاء لما لا يطيق ) صحيح الجامع.

المحور الثالث : الهجرة انطلاقة حضارية شاملة :

1- لقد كانت الهجرة بداية التحرك والانطلاق لعجلة التغيير الحضاري الشامل , وقد تحقق ذلك بعد مرحلة زمنية تخللها نضال وكفاح وجهاد ,قاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وأيده الله بالمؤمنين ,فكان الفتح المبين والنصر العظيم وإن ظهر التعثر هنا وهناك أحيانا ,ولكن كانت العاقبة هي النصر المبين نصر التمكين لدين التغيير والإصلاح بعد صبر ومصابرة ومقاومة ,وهي سنة الله تعالى في الصراع بين الحق والباطل في المجتمعات والأمم وإن ما يحدث في مصر خاصة هو إعمال لهذه السنة ,وسيكون النصر قريبا بإذن الله,قال تعالى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [آل عمران : 137] ) وقال تعالى أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ [الرعد : 17] ) وقال تعالى بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء : 18] ) وقال تعالى وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا [الإسراء : 81] ) .

2- الهجرة منهجٌ تغييري إصلاحي مقاوم لأصحاب المشاريع التي تحن إلى الماضي , لتحافظ على مصالحها الذاتية لأنها تشعر أن بقاء الوضع على ما هو عليه يحقق لها مكاسب شخصية , قال الله تعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ [البقرة : 170] ) وقال تعالى وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ [ص : 5 ، 6] ) لكن الصراع يظل بين فريق التغيير والتجديد والإصلاح لتحقيق الكرامة والحرية والسيادة وعبودية الإنسان لله وحده ,وفريق من مصلحته تعبيد الناس لأنانيته وشهواته لتحقيق أطماع ذاتية وأسرية ومناطقية وغيرها وإن غلفوها بأغلفة وطنية قال تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) [البقرة : 11 - 13]

3- على المسلم اليوم أن ينفض غبار السلبية في عبادته ومعاملته وتصوراته وفي أسلوب حياته فذلك هجرة المسلم المعاصر ,لأن الهجرة انتقال من حال سيء إلى أحسن, فهي تبعث النشاط والحيوية في الروح والتجديد في الفكر وزكاة للنفس وصفاء للقلب ,قال عليه الصلاة والسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري, وقال الله تعالى(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) [النساء : 100]

4- ينبغي على المسلم في أي مكان وزمان أن يحقق معاني الهجرة، وأولها هجرة القلب إلى الله بتبتله في محراب العبادة, قال تعالى( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا )[المزمل : 8] ,وإخلاصه لله في حياته كُلها قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة : 5] وقال تعالى( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162] ) , وهجرة الروح بتوجيه أشواقها إلى مصدرها وخالقها وهو الله سبحانه وتعالى وإلى ما عنده قال تعالى : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29] ) وهجرة النفس بأخذ زمام قيادتها حتى لا تغرق في شهواتها وملذاتها فتكون حائلاً بينها وبين القرب من الله تعالى ,قال الله تعالى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات : 40 ، 41] ، وقال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس : 9 ، 10] ... وهكذا

المحور الرابع: المحاسبة الذاتية للنفس والتذكير للأسرة والمجتمع والأمة :

1- شكلت الهجرة جسراً عبر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ,والمؤمنون إلى ميادين جديدة من ميادين العمل الإسلامي أكثر اتساعاً وشمولاً وأسرع وأسهل تحركاً بعد أن انقطعت في مكة سبل البلاغ الواضح المبين بسبب من تعنت الكبراء والطغاة والمستبدين ,فكانت الهجرة قال الله تعالى يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ [العنكبوت : 56]) وقال عليه الصلاة والسلام أُُريتُ دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين) رواه البخاري.

2- على المسلم وخاصة من حمل هم الدعوة ونشر الحق والذود عنه أن يقف وقفات يستلهمها من حدث الهجرة ,ورأٍس السنة الهجرية انطلاقاً من قول الله عزوجل : ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر : 18] ) ومنها:

3- وقفة تجاه نفسه وتعميق صلته بالله ليكون أهلاً لنصر الله وتأييده وحبه ,قال تعالى إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل : 128] ) , وقال صلى الله عليه وسلم : قال الله عزوجل في الحديث القدسي : (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته ) رواه البخاري.

4- وقفة تجاه أسرته من زوجة وأولاد وأقارب وأرحام ...الخ ,قال تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم : 6] ) ,وقال تعالى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ [الشورى : 23] ).

5- وقفة تجاه الدعوة إلى الله والمنافحة عن قيم الخير والنور والإصلاح والحق ... الخ قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ [الصف : 14] )

6- وقفة تجاه مجتمعه وأمته وما الذي ينبغي أن يقدمه في طريق نهضة الأمة وإعزازها وتمكينها ,والعمل على تقويتها ورص صفوفها .. فإن ذلك جهاد يحبه الله تعالى من المؤمن ,قال الله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) [آل عمران : 104]

أحاديث في فضل صيام شهر محرم و تاسوعاء وعاشوراء:

1- قال النبي صلى الله عليه وسلم :في صيام عاشوراء : ( إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده ) . رواه مسلم .

2- وعن حفصة رضي الله عنها قالت : ( أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتان قبل الغداة ) . رواه أحمد والنسائي .

3- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صيام عاشوراء قال: ( ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني شهر رمضان ويوم عاشوراء ). سنن النسائي - (6 / 14)

4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) رواه مسلم .

والله من وراء القصد ،،، وهو حسبنا ونعم الوكيل .



منقــــــــــــــــــــــــول