مأساة المصابين بالوسواس القهرى


"الوسواس القهرى"، قد لا تعرف مدى خطورة هذا المرض، ومدى تأثيره على حياة المصابين به إلا فى حالة مقابلة أحدهم أو التعرض لإحدى أعراضه التى تتفاوت بين مريض وآخر، وهو ما تتناوله الدكتورة "هبة عيسوى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، عن مرض الوسواس القهرى وأعراضه وسلوكيات المصاب به.

وتقول هبة عيسوى: المصابون بهذا المرض يحاولون التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق القيام بعادات اضطرارية، قائمة فى الغالب على أسس معينة بتفكير الشخص، ومن خلالها يحاول الحصول على الراحة المؤقتة من استحواذ الأفكار التى يمكن أن يطلق عليها "موسوسة".

وتعدد "هبة عيسوى" الأفكار التى يعانى منها المريض بالوسواس القهرى فى مجموعة من الأفكار والسلوكيات منها:
- التنظيف والغسيل المتكرر: التكرار الروتينى المبالغ فيه للغسيل أو دخول الحمام أو الاستحمام، و يسيطر على المريض فكرة "التلوث"، فيعيد الغسل مرات عديدة حتى يتخلص من هذا الشعور، وقد يلجأ الشخص إلى العد أكثر من مرة حتى يتأكد أنه اغتسل أو يطلب من مرافقيه مراقبته أثناء الاغتسال، حتى يتأكد أنه اغتسل بالفعل.

- الاضطرار لتكرار تصرف معين بطريقة معينة، مثل المشى فى الشارع فى خط مستقيم أو تعليق الملابس فى نفس المكان كل يوم أو إعادة قراءة آية أو سورة أو إعادة الصلاة أكثر من مرة، حتى تتم على أكمل وجه.

- المراجعة أو التأكيد الاضطرارى: التأكد من أن الباب مغلقا أو لوحة الكهرباء مطفأة أو أنبوبة البوتوجاز محكمة الإغلاق، ويتم ذلك بشكل متكرر، إلى جانب تكرار التأكيد على عدمك وجود أخطاء مثل عد النقود أكثر من مرة.

- سلوكيات متكررة: الحاجة للمس شىء أو المسح عليه بشكل متكرر، أو العد الاضطرارى، مثل عد اللوحات أو الشبابيك أو أعمدة الإضاءة فى الطريق، أو تكرار الصلوات، حتى تذهب الفكرة السيئة مثل أن الصلاة غير مقبولة.

وتضيف "هبة عيسوى": يضاف إلى هذه السلوكيات عادات كثيرة لا يمكن حصرها، ولكن ما يميزها أنها تكرارية ولا يستطيع مريض الوسواس القهرى التخلص منها، على الرغم من يقينه أنها عادات سخيفة ولا قيمة لها، ولكنه لا يستطيع التوقف عن ممارستها.