يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك شاب اسمه "شوبي" يعيش في قرية في ريف اليابان. وفي أحد الأيام، كان عائداً إلى بيته من العمل في الحقل، فتعثرت قدمه بحجر وسقط متدحرجا على الأرض وحين توقف عن التدحرج اكتشف أن قشة قد علقت بيده.

قال : "القشة شيء لا قيمة له ولكن يبدو بأنه مكتوب لي أن ألتقط هذه القشة، ولذلك فلن أرميها "

وبينما كان يمضي في سبيله ماسكاً القشة بيده، جاءت حشرة اليعسوب تحلق وتئز فوق رأسه بصوت مزعج.

قال شوبي: "يالها من حشرة مزعجة ! سألقن هذا اليعسوب درساً لن ينساه"

فأمسك باليعسوب ، وربطه بالقشة، ثم واصل السير ماسكاً اليعسوب حتى التقى بامرأة تمشي مع طفلها الصغير. وحين رأى الطفل الصغير حشرة اليعسوب قال لأمه: "أماه، أرجوك أن تحصلي لي على ذلك اليعسوب. أرجوك ، أرجوك !"

فأعطاه شوبي اليعسوب و بدورها أعطت أم الطفل ثلاث برتقالات لشوبي تعبيراً عن امتنانها له.

مضى في سبيله ولم يمض وقت طويل حتى التقى شوبي ببائع متجول يكاد أن يُغمى عليه من شدة العطش ولم يكن ثمة ماء في الجوار. أشفق شوبي على البائع وأعطاه كل البرتقالات ليتمكن من شرب عصيرها.

كان البائع شديد الامتنان، ورداً للجميل، أعطى شوبي ثلاث قطع من القماش. مضى شوبي حاملاً القماش والتقى بأميرة تستقل عربة جميلة يحرسها عدد كبير من الخدم. نظرت الأميرة من نافذة العربة، إلى شوبي وقالت :"آه ، ياله من قماش جميل هذا الذي تحمله. أرجوك أن تعطيني هذا القماش"

أعطى شوبي القماش للأميرة، وهي بدورها أعطته مقابل ذلك مبلغاً كبيراً من المال. أخذ شوبي ما حصل عليه من مال واشترى به حقولاً عديدة ثم وزّع الحقول على سكان قريته. أصبح لدى كل واحد منهم قطعة أرض خاصة به وعمل الجميع في حقولهم بجد ونشاط. ازدهرت القرية وشُيد فيها الكثير من المخازن الجديدة وكان الجميع تنتابهم الدهشة حين يتذكرون أن كل هذه الثروة جاءت من القشة الصغيرة التي كان شوبي قد التقطها.

أصبح شوبي أكبر وجهاء القرية وكان يحظى باحترام كبير من جميع سكانها. وظل كل أهالي القرية ينادونه طيلة حياته "السيد قشة المحظوظ".

الخﻻصة :

أفعل الخير دوما سيأتيك ما في الغيب، وأفتح كفيك لمساعده ومسانده اﻵخرين ، سيرجع لكل العطاء أضعاف ما عطيت..فليس هناك شئ أجمل من رسم إبتسامه وتلبيه حاجه تجلب لك الراحه وعظيم الدعاء..