اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولى بل ربما ارتكاب جرائم حرب بقتلها مدنيين فى هجمات بالصواريخ وهجمات بطائرات بلا طيار كان القصد منها استهداف متشددين فى اليمن وباكستان.

وأصدرت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية تقريرين منفصلين تضمنا تفاصيل مقتل عشرات المدنيين فى اليمن وباكستان. وحثت المنظمتان إدارة الرئيس لأمريكى باراك أوباما والكونجرس على التحقيق فى الأمر وإنهاء سياسة السرية المفروضة على هذه العمليات.

وقال مصطفى قدرى وهو باحث باكستانى فى منظمة العفو الدولية كتب التقرير الذى قالت فيه المنظمة ان هجمات الطائرات الأمريكية بلا طيار قتلت باكستانية مسنة و18 عاملا مدنيا العام الماضى "بعض الحالات التى درسناها...بدت كجرائم حرب لكن الصورة الكاملة يجب أن تكشف عنها حقا السلطات الأمريكية."

وقال فى مؤتمر صحفى مشترك مع منظمة هيومن رايتس ووتش "نقول للسلطات الأمريكية عليك أن تبرئى نفسك."

وفى تعليق على التقريرين قال جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض أن المسئولين فى إدارة اوباما يتعاملون مع "مسألة مقتل المدنيين بجدية شديدة." وقال انه لا يستطيع التحدث عن عمليات محددة لكن السياسات الأمريكية تفى بالالتزامات القانونية الدولية والمحلية والمعايير التى تضمن عدم تعرض المدنيين للخطر بشكل "شبه مؤكد".

ويقول المسئولون الأمريكيون، إن العمليات التى تنفذ بطائرات بلا طيار تحدد أهدافها بدقة وأن الخسائر المدنية قلصت إلى أدنى درجة وقد لا تتعدى العشرات.

وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش بالتفصيل فى تقرير مؤلف من 96 صفحة عما وصفته بست هجمات عسكرية أمريكية "لم يعترف بها" على أهداف فى اليمن والتى إما انتهكت بشكل واضح أو محتمل القانون الدولى.

وقتل 82 شخصا بينهم 57 مدنيا خلال الهجمات الست التى بحثتها المنظمة، ووقع هجوم منها فى عام 2009 ووقعت بقية الهجمات فى 2012 و2013.

وأوقع هجومان فى اليمن أحدهما فى سبتمبر عام 2012 والآخر فى ديسمبر عام 2009 ما وصفته هيومن رايتس ووتش بأكبر عدد من الضحايا من المدنيين.

وقالت هيومن رايتس ووتش، إن هجوم الثانى من سبتمبر 2012 أسفر عن مقتل 12 راكبا فى سيارة ركاب كانوا عائدين من السوق بينهم ثلاثة أطفال وامرأة حبلى فى انتهاك لقانون الحرب الذى يحظر الهجمات التى لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وقالت المنظمة أن هدف الغارة كان على ما يبدو زعيما قبليا يدعى عبد الرؤوف الذهب. ولم يكن الذهب فى السيارة عندما هوجمت ولم يتضح ما إذا كان عضوا فى تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب.

بينما قالت منظمة العفو أنها أجرت تحقيقا تفصيليا فى هجمتين وقعتا فى وزيرستان الشمالية وأعدت تقريرا استند إلى أكثر من 60 مقابلة أجرتها فرق من الباحثين يعملون بشكل مستقل عن بعضهم البعض.

وألقت المنظمة بذلك الضوء على مصدر توتر رئيسى فى العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.

وبحث تقريرا منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش فى عدد من الهجمات الأمريكية فى اليمن وباكستان للمطالبة بالشفافية ومحاسبة السياسة الأمريكية.

وزادت الهجمات التى تنفذها طائرات بلا طيار فى باكستان واليمن زيادة كبيرة بعد تولى أوباما الرئاسة عام 2009 وأصبحت تلك الطائرات تقوم بدور مهم فى الحرب ضد القاعدة، لكن تلك العمليات تراجعت مؤخرا.

واستخدمت الولايات المتحدة الطائرات بلا طيار أيضا فى أفغانستان والصومال وليبيا والعراق وتلقت هذا العام موافقة من النيجر على نشرها فى قاعدة داخل أراضيها.

وتحدث أوباما عن عمليات الطائرات بلا طيار فى خطابه عن سياسة مكافحة الإرهاب فى مايو ووقع وثيقة تضع لوائح لاستخدام القوة ضد الإرهابيين، وقال إنه قبل استخدام الطائرات بلا طيار يجب أن يكون من شبه المؤكد أن المدنيين لن يقتلوا أو يصابوا.