تتوقع البرازيل ارتفاعاً ملحوظاً فى أعداد السياح خلال السنوات القليلة المقبلة لعدة أسباب أهمها أن الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية سوف تستضيف فعاليات كأس العالم لكرة القدم عام 2014، ثم دورة الألعاب الأولمبية بعد ذلك بعامين، ومن المحتمل أن يتصدر قائمة المقاصد السياحية تمثال "المسيح المخلص"، الذى يبلغ ارتفاعه 30 متراً فى ريو دى جانيرو، ويقع أعلى قمة جبل كوركوفادو البالغ ارتفاعه 700 متر المطل على المدينة، وأصبح التمثال، الذى يزن 635 طناً والمصمم بأسلوب "آرت ديكو"، رمزاً لريو دى جانيرو والبرازيل، وتم تشييده بين عامى 1926 و1931.

ويطل التمثال على مقاصد مختلفة مثل جبل شوجر لوف، وإبانيما وهى البلدة القديمة فى ريو، وشواطئ كوباكابانا واستاد ماراكانا، حيث تقام نهائيات كأس العالم للعام المقبل فى 13 يوليو فى هذا البلد المجنون بكرة القدم، ومنذ وضع تمثال المسيح المخلص فى موقعه بمتنزه تيجوكا فورست الوطنى، فإنه شهد على مدار سنوات طويلة الكثير من الأحداث غير المتوقعة، من أبرزها منع لعب كرة القدم فى شواطئ ريو فى إطار جهود تحسين ظروف المعيشة فى المدينة خلال موسم الصيف الساخن فى أمريكا الجنوبية.

ولا يتوقف طوفان السياح الذين يشقون طريقهم صعوداً إلى درجات السلالم الـ215 الأخيرة، ودائماً ما تعج منصة مشاهدة التمثال بحشود من السياح يحاكون بسعادة وضعية المسيح المخلص وهو ممدد الذراعين لالتقاط صور العطلات.

وبالنسبة للزوار غير القادرين على صعود السلالم المنحدرة إلى قمة جبل كوركوفادو، فيمكنهم دائما استقلال وسيلة نقل توجد على بعد أمتار قليلة من موقف الحافلات والسيارات، وعند الترجل من وسيلة النقل يوجد أيضاً ممر متحرك يقل أى زائر متعب إلى الأمتار القليلة النهائية للتمثال.

وبالوقوف على منصة المشاهدة المرتفعة عن المدينة يمكنك رؤية الأحياء العشوائية الفقيرة (فافيلا) فى ريو المنتشرة على المنحدرات التى تحيط بثالث أكبر مدينة فى البرازيل.

وظلت هذه الأحياء الفقيرة طوال عقود تعتبر مناطق محظورة، حيث كان تجار المخدرات الأقوياء يبسطون سيطرتهم، أما الآن بدأت تلك المناطق تنفتح ببطء ولكن بخطوات ثابتة على الفرص الاقتصادية التى تقدمها السياحة، وبدأت الأوضاع تتحسن فى عام 1997 عندما داهمت الشرطة أول مرة عصابات المخدرات بالمنطقة قبل زيارة للبابا الراحل يوحنا بولس الثانى.