كتبت الروائية النيوزيلندية الشابة الينور كاتن التاريخ مرتين بفوزها هذا العام بجائزة "المان بوكر"، فهى أصغر فائزة فى تاريخ هذه الجائزة الأدبية المرموقة، كما أنها صاحبة أطول رواية فى تاريخ تلك الجائزة التى تشهد تحولات جوهرية وتكسر قواعد استقرت طويلا على مدى 45 عاما.

وفيما تتناول رواية "اللامعون" بصفحاتها التى تجاوزت الـ800 صفحة حمى التنقيب عن الذهب، فإن جائزة "المان بوكر" تشكل بدورها كنزا تتسابق عليه دور النشر بصورة محمومة، فيما تطمح كل منها بالفوز بالجائزة على أمل زيادة مبيعاتها بصورة كبيرة من الرواية الفائزة.

وهذا ما حدث هذا العام بمجرد الإعلان عن فوز رواية "اللامعون" لالينور كاتن حيث بادرت دار النشر "جرانتا" لطبع كميات إضافية بأعداد كبيرة من الرواية التى وصفت فى صحف غربية مثل الجارديان البريطانية بأنها "مأثرة مدهشة".

فالقيمة المادية لجائزة المان بوكر والتى تبلغ 50 ألف جنيه استرلينى تتراجع كثيرا أمام ما تنطوى عليه الجائزة من شهرة لصاحبها ومبيعات عالية لروايته الفائزة، بل إنها تكون أحيانا "الباب الملكى نحو أم الجوائز الأدبية العالمية"، جائزة نوبل، كما يتجلى فى حالة أليس مونرو التى كانت قد فازت بجائزة مان بوكر عام 2009 قبل أن يتوقف قطار نوبل هذا العام عند محطتها الإبداعية.

وعلى النقيض من جائزة نوبل للآداب التى فازت بها هذا العام كاتبة القصة القصيرة الكندية أليس مونرو التى يناهز عمرها الـ82 عاما، فان جائزة مان بوكر اختارت الشابة النيوزيلندية الينور كاتن ذات الـ28 ربيعا والتى تعد أصغر فائز على الإطلاق بهذه الجائزة على مدى عمرها البالغ 45 عاما، ولعله يدخل فى باب المفارقات القول بأن روايتها ذات الـ832 صفحة أطول رواية من حيث عدد الصفحات تنال المان بوكر على مدى تاريخ الجائزة.

والطريف حقا أن الينور كاتن احتفلت بعيد ميلادها الثامن والعشرين فى اليوم ذاته الذى أعلن فيه عن فوزها بالجائزة التى كانت فى العام الماضى من نصيب سيدة النثر الانجليزى المعاصر هيلارى مانتل التى تبلغ من العمر 61 عاما عن الجزء الثانى من ثلاثية تاريخية عنوانه "اخرجوا الجثث"، وبذلك تكون هذه الجائزة قد ذهبت فى عامى 2012 و2013 لعملين يمكن وصفهما بأنهما من الروايات التاريخية أو تلك التى تحمل مسحة التاريخ وعبقه.