بعدما أثبت فشله فى إدارة الملفات الداخلية والخارجية، ظهرت للمرة الأولى فى الولايات المتحدة دعوات مطالبة بعزل الرئيس الأمريكى باراك أوباما من منصبه، على خلفية الفشل الذى منيت به إدارته حتى الآن فى التوصل لحل يجنب الولايات المتحدة إعلان الإفلاس.

الدعوة هذه المرة أطلقها نائب حاكم ولاية تكساس الأمريكية، دايفد ديوهيرست، وبرر طلبه بعزل أوباما لما وصفه بـ"مراوغة" الرئيس بحقوق المواطنين وحرياتهم على خلفية أزمة الإغلاق الحكومى التى تمر بها البلاد إلى جانب قضايا أخرى.

وقال ديوهيرست، خلال جلسة لمجموعة "حفلة الشاي" اليمينية داخل الحزب الجمهورى جمعت مرشحين لمنصب نائب حاكم الولاية: "إن هذه الانتخابات تهدف لحمايتكم وحماية حقوقكم التى منحها الله لكم".

وأضاف، بحسب ما نقلته مجلة تايم الأمريكية عن صحيفة أوبزيرفر الصادرة بتكساس: "هذه الحقوق والحريات يتلاعب فيها باراك أوباما الآن، لا أعلم كيف تنظرون للموضوع إلا أننى أعلم أن أوباما يجب عزله.. وليس فقط لأنه تلاعب بحرياتنا ولكن لأن ما قام به فى بنغازى أيضًا يعتبر جريمة".

وفشل الحزب الجمهورى الأمريكى فى تقديم خطتين حول أزمة رفع سقف الدين الأمريكى إلى مجلس النواب، بعد رفضها من قبل أعضاء "حركة الشاى" داخل الحزب نفسه، ويأتى هذا قبيل يوم واحد من موعد انتهاء المدة المحددة التى تسمح بتمرير قرار يقضى برفع سقف الديون الأمريكية.

والتقى أوباما فى البيت الأبيض ممثلى الحزب الديمقراطى فى مجلس النواب، وأفادت زعيمة الكتلة النيابية الديمقراطية فى المجلس "نانسى بيلوسي"، عقب اللقاء أنها "متفائلة" بشأن الخروج من مأزق أزمة رفع سقف الدين الأمريكى.

يشار إلى أن رئيس مجلس النواب وقيادات الجمهوريين فى الكونجرس يطالبون بضرورة خفض الإنفاق، مقابل إقرار الزيادة فى الحد الأقصى للدين الفيدرالى، فى الوقت الذى يؤكد فيه أوباما و"هارى ريد"، زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، رفضهما التفاوض بشأن هذا الطلب أو التفاوض أيضًا على مشروع قانون الميزانية.

وكان الديمقراطيون، الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ، أكدوا اعتزامهم التحرك بسرعة من أجل إجراء تصويت على مشروع الميزانية الأمريكية، من أجل إعطاء الحكومة فرصة اقتراض المزيد من الأموال لتمويل أنشطتها، كما أكدوا اعتزامهم التصدى لمحاولات الجمهوريين إطالة أمد المواجهة بغرض إضاعة الوقت حتى السابع عشر من أكتوبر الجارى، الذى ستعلن فيه الحكومة الأمريكية عجزها عن سداد مستحقاتها من الديون الداخلية والخارجية.

يذكر أن سقف الدين الفيدرالى يقدر حاليا بنحو 16,7 مليار دولار أمريكى.. ويسعى أوباما إلى زيادته.

وبخلاف أزماته الداخلية، واجه أوباما عاصفة من الانتقادات الداخلية بسبب مواقفه الدولية، خاصة تجاه ما يحدث فى مصر بعد ثورة 30 يونيو وتأييده للإخوان المسلمين، فضلا عن موقفه المرتبك من الأزمة السورية، مما دفع مجلة "كومنتارى" الأمريكية أن تؤكد أن 2013 كان عاما بالغ السوء بالنسبة للرئيس الأمريكى على نحو ينذر بسقوط نظامه فى عامه الأول من فترة ولايته الثانية.

وعددت المجلة الأسباب تأييدًا لوجهة نظرها، مشيرة إلى أن أوباما منى بالإخفاق على كل الجبهات تقريبا؛ حيث غامر بهيبته فيما يتعلق بقضايا مثل التحكم فى مبيعات الأسلحة والتغير المناخى والعزل والرعاية الصحية "أوباما كير"، حيث خسر الأولى ولم يحرز أى تقدم يذكر فى الثانية، كما أخفق فى الثالثة والرابعة بعد مواجهات عنيفة أمام الجمهوريين.

ولفتت المجلة إلى معدلات الوظائف التى تراجعت إلى أدنى مستوياتها، بحسب تقرير الوظائف الأخير. وأشارت إلى ملف الهجرة الذى لم يشهد أى تقدم يذكر، وانتهت المجلة فى تعديدها الأسباب إلى الحديث عن الأزمة السورية وكيف تعاطى معها أوباما حتى تفاقمت وأصبحت بمثابة كارثة ملحمية، بحسب وصف المجلة.

وقالت كومنتارى "إن رؤية نظام أوباما ينهار أمام أعيننا يثير بداخلنا ملحوظة جديرة بالذكر؛ وهى أن أى نظام رئاسى ربما عجز عن تحقيق كل التوقعات التى رصدها مرشحه، ولكن لم يحدث أبدًا أن أحدًا آخر قبل أوباما وعد بمقدار ما وعد وكانت إنجازاته على هذا القدر المتواضع".