أدى أكثر من مليونى حاج صلاتى الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة، كما فعل ذلك النبى محمد قبيل 1400 عام فى حجة الوداع.

واكتسى المسجد اليوم الاثنين حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة فى رداء واحد بالتصاق والتئام الحجاج بعضهم ببعض، الذين توافدوا إليه منذ وقت مبكر من صباح اليوم.

واكتسب المسجد أهمية كبرى من الناحية الدينية والتاريخية، ففى موقعه خطب النبى محمد خطبته الشهيرة فى حجة الوداع.

ومسجد نمرة بفتح النون، وكسر الميم، من المواقع التاريخية المهمة فى الحضارة الإسلامية، ومن أهم معالم مشعر عرفات وهو يتسع لمئات الآلف من الحجاج الذى أتوا إلى خالقهم تائبين مطيعين منيبين إليه.

ويقع المسجد إلى الغرب من مشعر عرفات، إلا أن جزءا منه فى وادى عرنة وهو أحد أودية مكة المكرمة الذى نهى النبى محمد من الوقوف فيه، حيث قال "وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادى عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه.
وبنى المسجد فى الموضع الذى خطب فيه الرسول فى حجة الوداع وذلك فى أول عهد الخلافة العباسية، منتصف القرن الثانى الهجرى.

رجحت مصادر تاريخية أن يكون مسجد نمرة شيد فى المرة الأولى منتصف القرن الثانى الهجرى على الأرجح، وحظى باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين، حيث عمره "الجواد الأصفهانى" عام 559هـ، وأجريت له فى العصر المملوكى عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك "المظفر سيف الدين" عام 843هـ.

أما الثانية بأمر "السلطان قايتباى" عام 884هـ، وتعد الأفخم والأكثر جمالا واتقانا فى ذلك الحين، ثم جددت عمارته فى العهد العثمانى عام 1272هـ، إلا أنه شهد فى عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثانى أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام.