ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن كلا من أمريكا وإيران يتوجه إلى المحادثات حول البرنامج النووى الإيرانى هذا الأسبوع، وهو يعتقد أنه الطرف الأقوى.. غير أن الحسابات الخاطئة يمكن أن تتسبب فى إفساد الصفقة.

وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أمس الأحد، أنه نادرا ما كانت التوقعات حول وجود تغيرات وتقدم مرتفع، فيما يتعلق بالمحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إيران والقوى العالمية الست، التى يتم استئنافها الأسبوع المقبل فى جنيف.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطوات إيران إلى طاولة المفاوضات مع وجود إحساس جديد بالقوة، ووعدا بالشفافية والاستعداد لخوض المحادثات مدعومة بقوة من انتخابات يونيو الماضى، التى أدت إلى انتخاب رئيس تيار الوسط حسن روحانى.. والاعتقاد بأن ذلك هو الفوز فيما وصفته بـ" لعبة شد الحبل" فى الحرب فى سوريا، وضمان بقاء حليفها المحاصر الرئيس السورى بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أن أمريكا تتوجه أيضا إلى طاولة المفاوضات مع شعور بالقوة يدفعه الجرأة، وهى على اقتناع بأن مجموعة العقوبات العالمية الآخذة فى التوسع والمدبرة لشل اقتصاد إيران.. قد أجبرت إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأنها على استعداد لتقديم تنازلات.
وأشارت مونيتور إلى أن كل تلك التصورات تحمل جزءا من الحقيقة، لكن المحللين يقولون إن تلك التقييمات الذاتية تحتاج إلى أن تدار بعناية إذا ما حاول المتشددون فى كل جانب تقويض أى اتفاق.

ونقلت الصحيفة عن محمد على شعبانى- المحلل السياسى الإيرانى- أن أكبر تهديد لتلك النافذة الفريدة للحوار هى التصورات الخاطئة من الطرفين لنقاط القوة والضعف لدى الطرف الأخر.. مضيفا "أنه عندما يتحرك خصمان فى غرفة، وكل منهما مقتنع بأن لديه اليد العليا، فإن الأمر لا يمكن أن ينتهى إلا على كارثة".

ويوضح شعبانى، أن روحانى " عالق فى موقف حرج.. حيث إنه يتوجب عليه إرسال رسائل متوازية من القوة والضعف بعناية فائقة، وأنه يحتاج أن يمنح من معه إحساس بالقوة، لكنه يحتاج أيضا إلى الشعور بالضعف لمنع هذا النوع من الثقة المفرطة الذى قد يعوق قدرته على الترويج لتنازلات كبيرة فى بلده".
واعتبرت الصحيفة أن مؤتمر جنيف بين إيران والقوة الستة هو اختبار.. حيث إن الخطوط العريضة لوجود صفقة متوقعة واضحة من مجموعة المفاوضات الحالية من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5 + 1 (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا)، بدأت فى أوائل عام 2012، والهدف هو جعل برنامج إيران النووى غير قادر على إنتاج قنبلة ذرية فى أى وقت.

وتصر إيران على أنه تسعى فقط الطاقة النووية السلمية، وترفض الأسلحة النووية على أساس دينى وإستراتيجى، وتريد رفع العقوبات فى مقابل قبول المزيد من عمليات التفتيش داخلية، فيما تريد القوى الست فرض حدود على إيران يمكن التحقق من خلالها حول الأعمال الأكثر حساسية- مثل وقف تخصيب اليورانيوم الحالى بنسبة 20 بالمائة، على سبيل المثال، الأمر الذى يجعل من إيران على بضع خطوات من الحصول على تقنية صنع القنبلة النووية.