تمر ذكرى ميلاد ورحيل رائد أدب الأطفال فى مصر والعالم العربى كامل الكيلانى هذه الأيام فقد ولد فى التاسع من أكتوبر عام 1889 وتوفى فى 20 أكتوبر عام 1959.
فى بدايته كتب الكيلانى عددا من المجموعات القصصية ثم اتجه إلى أدب الأطفال وتخصص فيه ونقل بعض القصص والأساطير العالمية إلى اللغة العربية، فنشر عددا من الأساطير الهندية وبعض قصص شكسبير ثم نقل أيضا عددا من القصص العلمية وكانت أول قصة كتبها للأطفال هى "السندباد البحرى" عام 1933 وآخر قصة هى "نعجة الجبل".
وصل عدد القصص التى ألّفها وترجمها إلى نحو 25 قصة للأطفال منها: "مصباح علاء الدين" و"روبنسون كروزو" و"حى بن يقظان" و"نوادر جحا" و"شهرزاد" و"ألف ليلة" وترجمت قصصه إلى اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية.
كانت له أعمال أدبية فى مجالات أخرى غير أدب الطفل منها كتاب فى أدب الرحلات عنوانه "مذكرات الأقطار الشقيقة"، سجل فيه انطباعاته عن رحلاته فى كل من فلسطين ولبنان وسوريا كما قدم كتبا أخرى منها: "نظرات فى تاريخ الإسلام"، "ملوك الطوائف"، "مصارع الخلفاء"، "مصارع الأعيان".
تلقى الكيلانى تعليمه بالأزهر الشريف وأجاد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وحصل على شهادة البكالوريا ودرس الأدب الإنجليزى والفرنسى ثم انتسب إلى الجامعة المصرية سنة 1917 وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية. فى سنة 1922 عين موظفا بوزارة الأوقاف حيث كان يتولى تصحيح الأساليب اللغوية.واستقر فيها حتى سنة 1954 ترقى خلالها فى المناصب.
وكان فى نفس الوقت يعمل بالصحافة ويشتغل بالفنون، ففى سنة 1918 عمل رئيسا لنادى التمثيل الحديث، وفى سنة 1922 أصبح رئيسا لجريدة "الرجاء" وبين سنتى 1925 و1932 عمل سكرتيرا لرابطة الأدب العربى.
كان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون بالفصحى كما كان حريصا على الجانب الأخلاقى فى كتابته للأطفال، واستخدم مصادر قصصه من الأساطير والأدب العالمى والأدب الشعبى. كما كانت له كتاباته الشعرية التى كان يقدم بها قصصه، أو ينهيها بها. كذلك كتب بعض القصائد التى هدفها تهذيب سلوك الطفل بصورة غير مباشرة دون الظهور بمظهر وعظى أو خطابى. يعتبر كذلك هو أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة.