السعادة.. هل هي مقياس نجاحك أم لا؟؟

هل الانسان الذي يعيش من خلال الحدس ينجح على الدوام؟ كلا, ولكنه دائم السعادة أكان النجاح حليفه أم لا. والشخص الذي لا يعيش من خلال الحدس هو دائم التعاسة, أكان النجاح حليفه أم لا. والنجاح ليس المقياس, لأن النجاح يعتمد على أمور كثيرة. ولكن السعادة هي مقياس لانها تعتمد عليك فقط. قد لا تنجح لان الاخرين منافسين أقوياء. حتى لو كنت تعمل من خلال الحدس, قد يعمل الاخرون بقدر اكبر من المكر, والذكاء, والتخطيط, والعنف, واللاأخلاقية. يعتمد النجاح اذاً على امور كثيرة, انه ظاهرة اجتماعية.
بالنسبة للعالم, ان ارضاء الغرور الذاتي هو النجاح, ولكنني ارفض ذلك. بالنسبة لي, ان تكون سعيداً هو النجاح – أكنت معروفاً من قبل العالم أم لا.
اذا تذكر هذا التمييز لان هناك الكثير من الناس الذين يريدون ان يكونوا حدسيين, أن يعثروا على الدليل الداخلي, لينجحوا في الحياة فقط. ومحاولة العثور على الدليل الداخلي ستكون محبطة بالنسبة لاولئك الناس. من ناحية أولى, لن يتمكنوا من العثور عليه. ومن الناحية الثانية, حتى لو تمكنوا من العثور عليه, سيكونون تعساء. لان ما يسعون اليه هو تقدير العالم, وارضاء الغرور الذاتي – وليس السعادة.
كن واضحاً في تفكيرك – لا تسع وراء النجاح. فالنجاح هو اقصى درجات الفشل في العالم. اذاً لا تحاول النجاح, والا ستبوء بالفشل. فكر بالسعادة. في كل لحظة, فكر بأن تكون أكثر سعادة. عندها قد يقول العالم بأجمعه انك فاشل, ولكنك لست بالفاشل, لقد حققت مبتغاك.
أحد الحكماء كان فاشلاً في أعين اصدقائه, وعائلته, وزوجته, ووالده, ومدرسيه, والمجتمع. لقد أصبح متسولاً. أي نوع من النجاح هذا؟ كان بامكانه ان يصبح امبراطوراً عظيماً, كان يتحلى بالشخصية, والفكر, وكل المزايا اللازمة. كان بامكانه ان يصبح امبراطوراً عظيماً ولكنه أصبح متسولاً. كان فاشلاً بوضوح. ولكنني أقول لكم انه لم يكن فاشلاً. لو اصبح امبراطوراً, لأصبح فاشلاً, لأنه كان سيضيع حياته الحقيقية. وما وصل اليه تحت شجرة البودي bodhi كان هو الحقيقي, وما خسره كان غير حقيقي.
مع الحقيقي ستتمكن من النجاح في الحياة الباطنية, ومع غير الحقيق... لا ادري. اذا كنت تريد النجاح في العالم غير الحقيقي, اتبع طريق أولئك الذين يعملون في مجال الاحتيال, والمكر, والتنافس, والحسد, والعنف. اتبع طريقهم, لان الدليل الداخلي لا يناسبك. اذا كنت تطمح بالحصول على اشياء دنيوية, لا تصغ الى دليلك الداخلي.
ولكن في النهاية ستشعر انه بالرغم من انك ربحت العالم بكامله, خسرت نفسك.
اذاً, اذا كان اهتمامك ينحصر في الامور الدنيوية, فان الدليل الداخلي لا يناسبك. واذا كنت مهتماً بابعاد الكائن الباطنية, فالدليل الداخلي, وحده, يمكنه تقديم المساعدة.