كثيرا ما يعصف في بالنا إضاءة شموع لتنهض بأمتنا و تحلق في خيالنا
طيور المجد لتعيد عزتنا فننتفض لنعمل و نجتهد لنشعل نور شموعنا
و نزيل بها سموم همومنا و كثير منا يشرع و يبدء و يصعد و يتخطى العقبات
و يذلل الصعوبات و لحظة تهب عليه رياح مسمومة تحمل في طياتها ريح
الخمول وصوت الركون تلك الرياح اعتدنا سماعها
( أنت تريد تغيير العالم , غيرك حاول و سقط , لا تستطيع , لن تقدر )
و كثير منا للأسف
يسلم شموعه التي اضائها بجهده و سقاها بعرقه لتلك الرياح لتطفئ ما أنار.....


(لا تطفئ شموعك برياح الآخرين)


لا تجعل رياح الآخرين تطفئ شمعتك و تهدم بنيانك الذي بنيت لبناته
بسهر أجفانك لا تستمع إلى لا تقدر لا تستطيع و غيرها من عفن
السموم التي تريد إخبات نور شمعتك و تذكر كم من شمعة صمدت
في وجه الرياح الشعواء فانتفضت و سادت بين الأحياء,غذي شمعتك
بالأمل و اسقيها بماء التفاؤل و أنرها بذكر الله و غذها بطعم الصبر
و اكسوها بثوب اليقين تسود و تنال الامامة بالدين.........


كم من شمعة غيبها الموت و ما زال ضوئها ينشر ضيائه بين القلوب
التي تتعطش إلى وقود الشموع التي تحي بها و تنتفض بقبسها,
نعم إنها شموع الحق هي التي إن أخفاها الموت و عاش نورها في
وجدان قلوب الآخرين فأحييت قلوب و أنارت طرق بنورها فأنها إن
رحلت عنا أبقت لنا نور من عمل صالح أو علم نافع أو نهج إلى طريق الجنة ناصع.....


أجعل وقود شمعتك الإيمان و زين ضيائها بالقران و أشعلها بسجدة في
الليلة الظلماء و أسقي قحلاء أرضها بدمعة شهباء , و لا تكترث لكثرة الرياح
من حولك التي ترمي بثقلها على نورك لتطمسه قاومها بالعمل و جابها
بالأمل و أتبعها بعدم الملل تنال السعادة يوم الأجل, و لا تكن كمن أضاء
شمعته و سهر عليها و أوقد ضيائها من كبده فما هبت أول ريح إلا و اقتلعت أصلها
و اجتثت شأفتها و ألقت بها في ظلام البحر و دفنتها بين كثيف أوراق
الشجر فلا تكن كهذا الذي اقبل بيديه على رياح غيره و سار بانفه ليشتم عفن جهله ,
نعم و أي جهل أن تُقبل على طعنات تلك الرياح التي ترسي خنجرها بين خواصر
شمعتك لتطفئ من شرايينها الدماء فإياك ثم إياك أن تستسلم لهذه
الرياح التي سمومها تخذر همتك و تقتل حماسك و تخمد نار أبداعك أفأن
وجدتها مل عنها و لا تلتفت لها بل قارعها بسيف الصمود بل ابني بينك
و بينها طود و خدود......


وأخيراً
أنر بشمعتك شموع الآخرين لتبقى مشتعلة على مر السنين....