دفع وزير الخارجية الصينى وانج يى أمس الجمعة، إلى استئناف المباحثات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووى لكوريا الشمالية، قائلا إن بيونجيانج مستعدة للالتزام بهدف نزع السلاح النووى.

وبعد يوم من اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، علق وانج يى على العلاقات الأمريكية الصينية بمعهد بروكينجز البحثى، قائلا إن تحقيق نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية هدف مشترك بين القوتين العالميتين.

وقال وانج عبر مترجم "ثمة تغيير من جانب الجمهورية الكورية الديمقراطية الشعبية مؤخرا وهو أنها جددت إعلانها الالتزام بنزع السلاح النووى لأنها تقول إن ذلك ميراثا من قادتها السابقين". وأضاف وانغ أنه ناقش مع الولايات المتحدة كيفية وضع "عتبة معقولة" لاستئناف المباحثات.

وتصر واشنطن على ضرورة أن تتخذ بيونغيانغ خطوات ملموسة أولا لإظهار صدقها، مثل التجميد النووى الذى حاولت الولايات المتحدة التوسط فيه العام الماضى. ولا تزال الولايات المتحدة متشككة للغاية بشأن نوايا كوريا الشمالية.

وكانت بيونجيانج قد أجرت ثالث اختباراتها النووية فى فبراير، وخلال الأسابيع القليلة الماضية ظهرت مؤشرات على أنها تقوم باستئناف العمل بمفاعل بلوتونيوم يمكنه إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع القنابل النووية. وأشارت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية إلى أنها ربما وسعت منشأتها لتخصيب اليورانيوم.

فى الوقت نفسه، وعلى الصعيد السورى، قال وانغ إن بيجين "تعارض" أى استخدام للأسلحة الكيماوية هناك، لكنه جدد التأكيد على دعمها التوصل إلى حل سياسى.

وعارضت الصين بشدة توجيه ضربات لسوريا من جانب الولايات المتحدة أو أى من حلفائها، ردا على الهجوم الكيماوى يوم الحادى والعشرين من أغسطس قرب دمشق، والذى تلقى الولايات المتحدة اللائمة فيه على القوات الحكومية، وقال وانغ "الصين تعارض بشدة أى استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب أى دولة أو فرد. نعتقد بأن التسوية السياسية هى السبيل الصحيح الوحيد لحل الأزمة السورية".

وفى مجلس الأمن الدولى، انضمت الصين إلى روسيا، حيث لكل منهما حق النقض (فيتو)، فى رفض القيام بأى عمل عسكرى ضد سوريا. ومع ذلك، أوضح وانج أن الصين تدعم "بدء عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بشكل مبكر".وعقب مباحثات الخميس مع وانغ، أقر كيرى بوجود اتفاق كبير مع الصين بشأن الكيفية التى ينبغى أن يرد بها المجتمع الدولى على استخدام أسلحة كيماوية فى سوريا، وحث بيجين على لعب دور "إيجابي" فى مجلس الأمن الدولى بشأن القضية.

كما تطرق وانج إلى النزاع القائم بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى، بشأن السيادة على مجموعة من الجزر، وقال إن الشرط المسبق لاستئناف المحادثات بشأن النزاع هو ضرورة أن "تعترف (اليابان) بأن هناك نزاعا" ينبغى التعامل معه فى البداية. وأردف "العالم كله يعلم أن هناك نزاعا هنا. اعتقد أنه سيكون هناك يوما تعود فيه اليابان إلى طاولة الحوار".

يشار إلى أن هذه الجزر غير المأهولة، التى تعرف باليابانية باسم سينكاكو وبالصينية باسم دياويو، تديرها اليابان، لكن الصين تزعم أحقيتها بها أيضا.واندلعت التوترات قبل عام حينما تحركت اليابان لشراء هذه الجزر الصغيرة، وخروج احتجاجات عنيفة مناهضة لليابان فى عدة مدن بالصين، التى طالما احتفظت بالعداء ضد اليابان جراء تدخل الأخيرة العسكرى أثناء الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن التوترات لا تزال مستعرة، التقى رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الرئيس الصينى تشى جين بينغ لفترة وجيزة الأسبوع الماضى على هامش قمة مجموعة العشرية فى روسيا، ما أحيا الآمال فى إجراء حوار.وتطرق وانج أيضا إلى قضية تايوان، مشددا على رغبة الصين فى استعادة السيطرة على الجزيرة التى تتمتع بالحكم الذاتى.