بات الحديث عن ضرورة إنشاء مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل أمر ملح على الصعيد العالمى خشية تكرار حوادث الماضى، والتى عانت منها دولا كثيرا ولا تزال، وكازخستان وهى أحدى أهم الدول الحديثة التى تخلت طواعية عن ترسانتها النووية- إرث الماضى- تقدم اليوم مبادرة دولية جديدة لحشد الدعم العالمى للقضاء التام على الأسلحة النووية تحت اسم ATOM ويسعى هذا المشروع إلى توضيح العواقب الكارثية الإنسانية الموثقة من تجارب الأسلحة النووية للرأى العام العالمى.

وأطلق رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف هذا المشروع فى الجلسة العامة الافتتاحية لمؤتمر دولى لحظر التجارب النووية لعالم خال من الأسلحة النووية فى أستانا بكازاخستان.

هذا اللقاء الهام الذى حضره أكثر من 200 مشارك من أكثر من 20 منظمة دولية، بما فى ذلك الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتضمن المؤتمر مشاركين من أكثر من 70 برلمانا من جميع أنحاء العالم.

وفى إطار المشروع يستطيع أى إنسان أن يقف ضد فكرة الأسلحة النووية بالتوقيع على تلك العريضة على الإنترنت من خلال (www.theATOMproject.org) والعريضة تحث حكومات العالم على التخلى عن التجارب النووية إلى الأبد وضمان النفاذ المبكر لمعاهدة حظر النووى الشامل.

ويجرى تنفيذ المشروع من قبل مركز الرئيس نزارباييف، الذى يشمل بعثة تعمل من أجل النهوض لتحقيق رؤية، هذا الرئيس القوى، لعالم النووى خالية من الأسلحة.

ويعتقد هذا المشروع أنه آن الأوان للحديث بين الحكومات والرأى العام فى جميع أنحاء العالم وعلى مدى خطورة والعواقب المروعة لاختبار أو الإبقاء على الترسانات النووية والتهديدات التى بحوزتهم استمرار خطر على الجنس البشرى.

مهمة المشروع هى توحيد الدعم العالمى لوضع نهاية دائمة لاختبار الأسلحة النووية والقضاء التام على الأسلحة النووية من قبل جميع البلدان؛ حيث يسعى إلى مشاركة التقارير الموثقة واهتمامات العلماء والأطباء والخبراء النوويين فى جميع أنحاء العالم عن التكاليف الطبية والبيئية للإنتاج الأسلحة النووية، وحث الناس على اتخاذ إجراءات ملموسة من خلال التوقيع الدولى على عريضة المشروع.

فهو يركز على تطوير خطوات المتابعة لجهودها التثقيفية والتوعية والاهتمام العالمى المتزايد بشأن التهديدات من الأسلحة النووية، وتشمل هذه وضع خطط لتنظيم حركة لإجراء استفتاءات عالمية تمكن الناس فى جميع أنحاء العالم لممارسة حقوقها السيادية مباشرة للتعبير عن موقفهم من مسألة نزع السلاح النووى.

ويسلط الضوء على معاناة ضحايا التجارب النووية الفردية على مدى العقود فى جميع أنحاء العالم، ويأمل فى جذب الانتباه إلى شعوب العالم الذين تعرضوا للتسمم الإشعاعى، والذى وصل عددهم إلى 15 مليونا من التسمم الإشعاعى، فهناك مناطق تعانى حتى اليوم من الإشعاع النووى مثل كازاخستان وجزرمارشال، واليابان.

وهنا تجدر الإشارة إلى تصريح بيريك إرين، سفير كازاخستان فى القاهرة، عندما قال إن الاختبارات النووية فى بلاده بين عامى 1949 و1991 قد أثرت سلبا على صحة وحياة ما يقرب من مليون شخص.

فملامح القصص والصور من بعض الناجين وضحايا40 عاما من التجارب النووية فى كازاخستان والعواقب المادية الحادة التى عانى منها أبناؤها كبيرة جدا، وعلى الرغم من صعوبة الموقف فى كثير من الأوقات، ولكن فى بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى شهود، وهى واردة فى هؤلاء الأفراد وفى الحملة من أجل إثبات الخسائر البشرية من تلك التجارب النووية.

لقد أطلق رئيس جمهورية كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، هذا المشروع فى الجلسة العامة الافتتاحية للمؤتمر الدولى لعام 2012 لحظر التجارب النووية، لعالم خال من الأسلحة النووية فى أستانا بكازاخستان فى 29 أغسطس الماضى.

لقد جاءت دراسة عام 1991 الحائزة على جائزة نوبل للسلام على جوائز منظمة الأطباء الدولية لمنع الحرب النووية (IPPNW) حيث قدرت أن الإشعاع والمواد المشعة فى الغلاف الجوى من التجارب التى اتخذت من قبل الناس فى حتى عام 2000، وتسبب وفيات السرطان، وبعضها كان حدث بالفعل فى الوقت نشرت النتائج، كما تتوقع الدراسة أيضا أن ما يقرب من 204 ملايين شخص يموتون فى نهاية المطاف من السرطان نتيجة للاختبار فى الغلاف الجوى، ووفقا لبرلمانيين من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح فقد صرح المنسق العام ألين وير "أنه من الأسلم الادعاء بأن التأثير العالمى للاختبارات النووية هو فى مكان ما يهدد بين 2 مليون و6 ملايين بالوفاة، لتصل الأرقام إلى 20 مليون شخص يعانون من فقر الدم والآثار الصحية بما فى ذلك السرطان بعض منها يمكن علاجها مثل سرطان الغدة الدرقية والعيوب الخلقية.

يكرس "ATOM" مجهوداته لإحياء وتوسيع الحركة العالمية التى تعمل على منع الانتشار النووى ونزع السلاح لضمان عدم الاختبارات النووية أكثر تحدث والتى فى نهاية المطاف شبح الحرب النووية بشكل تام ونهائى إزالتها من الجنس البشرى.