"المبالغة فى النظافة الشخصية تؤدى إلى الإصابة بالزهايمر" قد تصلح لتكون عنوان فقرة "صدق أو لا تصدق"، فيما لا يتخيل الكثيرون أن هذا عنوان واحدة من أحدث الدراسات الطبية التى نشرت مؤخراً وأشرف عليها علماء من جامعة كامبردج البريطانية، وخاصة أن النظافة الشخصية من الأشياء الضرورية للغاية والتى يوصى بها الباحثون والهيئات الصحية على مستوى العالم.

وأشار الباحثون إلى أن الوسواس القهرى الذى يصيب البعض، ويجعلهم يبالغون فى غسل أيديهم وتكرار هذه العملية أكثر من مرة مع المبالغة فى الاعتناء بالنظافة الشخصية قد يأتى بنتائج عكسية مفاجئة وغير متوقعة، ويرفع خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف.

وتابع الباحثون أن الدول التى تهتم بالصحة العامة هى الأكثر امتلاكاً لمعدلات الإصابة بالزهايمر، وكشفت النتائج عن علاقة قوية جداً بين ارتفاع قيمة الدخل القومى للفرد والصحة العامة وارتفاع خطر الإصابة بالزهايمر.

وأكدت النتائج أن الأشخاص الذى يقطنون فى بريطانيا والدول المتقدمة ترتفع فرص إصابتهم بالزهايمر، بنسبة 10% مقارنة بالأشخاص الذين يقطنون فى كينيا وكمبوديا.
وتابعت النتائج أن الأشخاص الذى يقطنون فى الدول النامية تنخفض فرص إصابتهم بمرض الألزهايمر نظراً لقلة الاعتناء بالنظافة الشخصية والصحة العامة بعكس الدول المتقدمة، كما كشفت أن الدول التى يتناول مواطنيها مياه شرب نظيفة يرتفع معدلات إصابتهم بمرض الزهايمر بنسبة 9%، فيما ترتفع النسبة إلى 12% بين الدول التى تمتلك سجلاً منخفضاً من الأمراض المعدية.

وفسر الباحثون هذه النتائج مشيرين أن السبب يعود إلى النظافة الشخصية المفرطة وعدم الاحتكاك بالبكتيريا، يُحدث خللاً بتوازن الجهاز المناعى ويحد من تكون كرات الدم البيضاء وخلايا تى المناعية، وتجعل الجهاز المناعى للإنسان غير قادر على مواجهة الجراثيم ويصبح أكثر عرضة للأمراض.

وللحد من مخاطر الزهايمر، يوصى الباحثون بتناول أطعمية صحية ومتوازنة مع ممارسة التمارين والأنشطة البدنية، وعدم التدخين إطلاقاً، وفحص ضغط الدم مستوى الكولسترول باستمرار.

جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية "Evolution، Medicine and Public Health"، وذلك بالنسخة المطبوعة من الدورية التى صدرت فى شهر سبتمبر الجارى.