ضمن سلسلة "ديوان الشعر العربى" التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر الديوان التاسع للشاعر عماد غزالى، بعنوان "نتخلص مما نحب".

وعن هذا الديوان، قال الناقد د. صلاح فاروق "ليس من العسير أن يأتى الشعراء بكلام جميل يعجب المريدين والمحبين، لكنّ العسير كل العسير أن يتجاوز الشاعر نفسه، وأن يتخطّى تجربته التى ألفها وألفها جمهوره؛ ليقتحم بهذ التجاوز أفقا جديدا، وليؤسّس لنفسه ولقرائه تجربة مغايرة.. واستطاع الصديق الشاعر عماد غزالى أن يحقق هذا المبتغى العسير فى ديوانه الجديد "نتخلص مما نحب"، حيث وضع عينيه على هذا الأفق الواعد لتجربته الممتدة؛ مقرّا بصعوبة هذا التجاوز، ومصرّا على أن يقطع الخطوة إلى آخرها؛ حتى ولو كانت النتيجة أن يشعر أنه فى غير مكانه، وأن ما يقوله هو لواحد آخر، على ما يشير فى قصيدته اللافتة أفاع ملوّنة: يخبط رأسه، ويخطّ شيئا ثم ينتشى/ لست أنا/ إنه الموهوب/ تهبط عليه الصور، / كأفاع ملونة/ تتلوّى وتتشابك، لا تبين أطرافها/ تخزّه وهو كالمأخوذ، / ينخطف ويخط ثانية/ لست أنا".

وأضاف فاروق "ومع هذا الإصرار على تجاوز الألفة والتجربة المعتادة، تعبر الذات الشاعرة عن دهشتها بما لاقت ومما لاقت.. وهو ما يمكن تلخيصه فى كلمة واحدة صاغها فى قصيدته التى أخذ منها الديوان عنوانه نتخلص مما نحب، أعنى الأفق الواسع، بما تشمله هذه الكلمة من دلالات وإيحاءات بتوقع المزيد فى هذا المنعطف الجديد لتجربة صاحب الديوان، حيث يقول) أخيرا/ وعندما استطاع أن يحلق بجناحيه عاليا/ أصابه الأفق الواسع بالرهبة/ بحاجة هو إلى حواس أخرى/ غير التى كانت له/ على الأرض)".