الوصيَّة

للعامليـن فـي صفوف الدعوة الـمحمدية

للعـلامـة الداعي إلى الله الحبيب:

عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ

ابن الشيخ أبي بكر بن سالم

نفـــع الله به


بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَالعَصْــرِ * إنَّ الإنسانَ لفي خُسْــرٍ* إلا الذينَ ءامنــوا وعملوا الصَّالحات وتواصَــوا بالحقِّ وتواصَــــوا بالصَّبـر ))[العصر 1-3]

الـواجـبُ الـمـطـلـوبُ لـكـلّ فــردٍ مـن الـعـامـلـيـن فـي مـجـالِ تـحـمُّـل أعـباء الـدعـوة إلى الله عـــــزَّ وجــــل.

إلـى جـمـيـع إخـوانـنا العاملـيـن معـنا فـي هذا الـمـجال القـائـمــيـن بـمـهـام الـدعـوة إلـى الله سبـحانــه وتـعالى.

الـســـــلام عـلـيـكُـم ورحـمـةُ الـلَّـــــه وبركاتُه.
و بـعـــد :-
فــإنَّ الـمـطـلـوبَ مـنـكـم والواجـبَ الـمتـأكــــد عـلـيـكم أمــران :-
أحدهـمـا: إدْرَاكُ الـمـَعْـنـَـــى.
وثانيـهــمـا:تَـشْـيـيـدُ الـمـَـبْـنَـى.

وسـنـبـيّـنُ لـكـم ذلـك و نـوضّـحــه فـنـقـــول :-

# أمَّــــا إدراكُ الـمَـعْــــنَـــــى :
فـهـو أن نـفـقـهَ تـمـامـاًونـشعـــر ونـتـذوق؛ أنَّ مـــعـنـى قـيـامـنـا بالعـمـل فـيهـذا الـمــجــال، ومـزاولـتـنـا لـمـهـامـه معنـــــــى ذلــك :-
[1] طَـلَبُ الوفـاء بعهد الله العظـيم الَّذي عاهدنا، و البـيع الذي بيننا وبيـنه.
[2] و تـرجـمـةُ العـمـلِ بـعـقـدِ الإيـمـان.
[3] و الدّخـول في مَيدان الجهاد في سـبيل الله.
[4] و الـمساهـمـةُ فـي إقـامـة خِــلافـة الـنبـوة.
[5] و إرادة الآخـــــــرة والـسـعـي لــهــا.
[6] و إيثار الـحـقّ تعـالـى علـى كـلِّ مـا ســـواه.
[7] و انـتهـاج طريـق المتابعـة للنّـبوة بحسـن التَّلمـذة لمشيخةِ وِراثــة.
[8] و استـعداد تـامّ للطـاعــة فـي الـمَنشَطِ والـمَكْـرَه.

# و أمَّـــا تـشيــيــدُ الـمَـبْـنَـى :
فـبـالـتـخلّي عـن الـمذمـومـات ظـاهـــراً و بــاطـنـاً، والـتـحلّــي بالـمحـامـد ظـاهــــراً وبـاطنـاً فـقط هـــذا هــــو... فـيـجب علـينـا أن نـقـوم ونـنهض بتـشيـيـد الـمبنى لهذا الـمـسلـك؛ بالتــخلي والتــحلي وكـلّ منـهـمـا في الظـاهـــرِ و البـاطـــن.
_ فـأمَّـا التـخلي ظـاهـراً فـعن :-
[1]الكـسـلِ و الإهـمـال.
[2] و تـأخـيـر الـواجبات عـن أوقـاتـها.
[3] و عـن الـتَّـصـمـيــم عـلــى الـرَّأي.
[4] و الاسـتـعـجـال.
[5] و الـعَـبــث.
[6] و الـفُـضــــول.
[7] و انـتـقـاص الـغـيـر.
[8] و الـلــمــز.
[9] و الإِثـــارة.
[10] و الـغِـيْـبَـــة.
[11] و الـنَّـمـيـمَـة.
[12] و الألـفـاظ الـنَّـابـيـة.
[13] و تـتـبـُّع الـعــورات.
[14] و تَـعـبـيـــس الـوجــه.
[15] و الـهـجـر و الـمـقـاطـعـة.
[16] و الـعُــقُــوق.
[17] و الكـذب وتصويـر الأمر على غـيـر الـواقِــع.

` و أمّـا التـخلي بـاطـنـاً فـعن :-
[1] الــــرِّيـــــاء.
[2] و الــكِـبـــــر.
[3] و الــعُــجُـــب.
[4] و الــحَــسَـــد.
[5] و الـغُـــــرور.
[6] و اسـتـثـقـال الانـقـياد لـرأي الجَـمَاعة.
[7] و شُـهــــــود الـمــنَّـة لـلـنَّـفـس.
[8] و احـتـقـار الـغـيــــــــر.
[9] و إبـطـان الاسـتـخـفـاف أو الـخـديـعة.
[10] و تـعـظـيـــــــم الـفـانِـيــــات.
[11] و الإعـجـاب بـالـرَّأي الـشَّـخـصـي.
[12] و اتِّـبـــــــاع الـهَـــوَى.
[13] و الـشُّـعـور بـالانـفـصــال أو الاسـتـقـلال.

` وأمَّـا التـحلي ظـاهـراً :-
[1] فـبـصـدقِ الـقـول.
[2] و الـمُسـارعة إلـى تـنـفـيـذ الأمــر.
[3] و إنـجاز الـعـمـل فـي وقـتـه الـمـحـدَّد.
[4] و حُـسـن تـقـبُّـل رأي الـغـيـر.
[5] و مُـلازمـة الـوَقـار والسَّـكـيـنـة.
[6] و الــجـــدّ.
[7] و الاحـتـرام للعـمـوم بوجهٍ عـــام، والخصــوص بوجهٍ خـاص،
والـمشاركيـن فـي العـمل بوجــــهٍ أخــــص.
[8] و ضـبـط الـلـســـــان.
[9] و ضـبـط الـحَـرَكـــات.
[10] و كَـظْـــــم الـغَـيـظ.
[11] و جَـبـر الـخـواطـر.
[12] و لِـيــــــن الـقـول.
[13] و الـتَّـغـاضي عـن الهَفَـوات.
[14] و بَـذل الـنَّـصـيـحـة.
[15] و الـحِـرص عـلى الـسُّـنـن.
[16] و كَـثــــــرة الـذكــر لـلَّـه.
[17] و كـثـرة الـفِـكــر الـنَّـافِـع.
[18] و الــتـأنّـــي و الــرِّفــــق.
[19] و الـحـــذر و الاحـتـراس.
[20] و الـبـشـاشـة و طــلاقـة الـوجـــه.
[21] و اختيار الألفاظ الأقرب إلى كسب النفوس و تطييب الخاطر و جَمْع الشَّمل.
[22] و الـتَّـقـريـب، و الـتَّـحـبـيــــب.
[23] و إصـــــــــلاح ذات الـبـيــن.
[24] و حُـسـن الـتصويـر للأمـور حـسـب الـواقـع.
[25] و صَـرف الـعُمـر والـفـكر في الاشتـغال بـمـا يعـنـي.

` و أمَّـا التـحلي بـاطـنـاً :-
[1] فـبـالإخــــلاص.
[2] و الـتـواضـع الـقـلـبـي.
[3] و شُـهـود الـمـنَّـة لـلَّـه.
[4] و اسـتـدامـة الـحُـضـور مـع الـلَّـه.
[5] و الـمـحـبَّة فـي الـلَّـه والـمـودَّة والـمُـوالاة.
[6] و الـفَـرَح بنعـم اللَّه على خلقـه، وبتقـدُّم الإخـوان وتـميزهــم.
[7] و مـحبَّة رأي الـجماعة و الـرَّغبة فـي الـعمل بــه.
[8] و إكْبَار الأخـوة خـاصَّة، و الـمسلمـين عامّـة.
[9] و عـدم الاكـتـراث بـالـفـانـيات ومـظـاهِرها.
[10] و تـحـقـيـر مـا حَـقَّـر الـلَّـه.
[11] والشُّعــور بـالـوحـدة مـع الـمـشاركـيـن فـي الـمجال خـاصة والـمـسلـمين عامـة اهتمامـاً ومـودةً وإفـادةً واسـتـفـادة.
[12] تـولُّـع الـقـلـب بـصـاحـب الـرِّسـالة – الـمصطفـى المختار صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وشـدة الـشَّـوق إليـــه، و طـلــب مـرافـقـتـه الـكريـمـة صلَّى الـلَّـه و سلَّـم و بـارك عليه فـي كـلِّ حين أبـداً؛ عدد مـا خلـق و ملأ مـا خلـق وعدد مـا فـي الأرض و السماء، وملأ مـا فـي الأرض و السماء، و عدد ما أحصى كـتابه و ملأ ما أحصى كتابه، و عدد كـلّ شـيء، ومـلأ كلّ شيء، و على آلـه الطاهرين وصحبه الأكرمـين وجـميع إخوانه من النبـييـن والـمرسليـن والـملائـكـة الـمقـربيــن وعـباد الله الصالحين وعـليـنا معهـم وفـيهم برحمتك يا أرحـم الراحميــن..

(( من ذا الذي يُقرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم ))[الـحـديــد:11]
(( يَآ أَيُّهَا الَّذِيـــــنَ ءَامَنُـــوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُـــــمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))[مـحـمـد:7]
(( إِنَّا لَنَنْصُـــــرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِــي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشْهَاد))[غـافـر:51]
(( وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز ))[الـحج:40]
(( وَمَن أَوْفَـــــــى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّـذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيم ))[ الـتـوبة:111]