النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية حياتى لله
    حياتى لله غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    6,758

    افتراضي خواطر في الدين و الحياة


    - إن ضوءً من عظمة الله يشرق في أفئدتنا حين نتأمل في روائع خلقه، و حين نرسل أبصارنا إلى جنبات الملكوت الضخم، فنرى آثار المجد الذي لا يبلى، و العلم الذي لا يغيب والإرادة التي لا تحد، و القدرة التي لا تغلب.

    الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله


    ليس هناك أروع و لا أنفع للعقل و القلب و الروح .. من التفكر و الـتأمل في خلق الله عز و جل .. في أنفسنا و في الآفاق من حولنا .. و لعل كثيرا منا .. تمر به لحظات .. يشاهد أو يسمع أي شيء و لو بسيط جدا .. فيرسل بداخله .. سلسلة ذهبية من الأفكار .. تأخذ به من مكانه الذي يقف فيه .. و تجوب به عوالم كثيرة بعيدة في الكون أو قريبة جدا داخل النفس البشرية .. تتولد من تلك الأفكار .. أراء و معارف و حكمة غالية جدا .. ترتفع قيمتها .. و يزداد ثراءها .. بالمشاركة .. و التلاقح المثمر مع أفكار و آراء الآخرين .. من هنا تأتي أهمية الرحلة في بحر الخاطر .. في الدين و الحياة .. نتبادل الخبرات .. و الأفكار .. و العبر .. نتناقش .. ننصح بعضنا البعض .. يكمل أحدنا الآخر .. نكون أخي .. أختي .. الغاليين .. طلاب علم ما حيينا .. و لا نريد غير ذلك .. فأهلا بكم معي هنا .. نتبادل الخواطر في الدين و الحياة .. من خلال ما يتماشى مع الكتاب و السنة و الفهم الصحيح لعلماء الأمة الأفاضل سلفهم و خلفهم ..

    جاء حصين بن عبيد إلى النبي صلى الله عليه و سلم .. قبل أن يسلم فقال له صلى الله عليه و سلم .. كم تعبد يا حصين .. قال .. أعبد سبعة .. قال .. أين هم ؟ .. قال .. ستة في الأرض و واحد في السماء .. قال .. من تعد لرغبك و رهبك ؟ .. قال .. الذي في السماء .. قال .. فإترك التي في الأرض و أعبد الذي في السماء .. قال .. أشهد ألا إله إلا الله و أنك رسول الله ..



    قرأت هذا الحديث الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بين هذا الصحابي رضي الله عنه .. قبل إسلامه .. و بقيت أفكر فيه لفترة من الزمن .. هل تعرفون عن ماذا يتحدث هذا الحوار البسيط .. في عدد جمله و كلماته .. العظيم برسول الله صلى الله عليه و سلم .. يتحدث عن التوحيد .. و ما أدراك ما التوحيد .. الكلمة التي أقام الله عز و جل .. من أجلها السموات و الأرض .. و خلق الخلق كله .. شهادة .. أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .. بصراحة .. هذا ليس ما حرك تفكيري .. لأني أصلا كنت أقرأ كتابا عن التوحيد .. حيث وجدت هذا الحديث .. أقصد أني أعرف من خلال الكتاب .. أن هذا الحوار حول التوحيد .. لكن ما جعل أفكاري تسرح بي بعيدا عن الكتاب .. حتى أغلقته و بقيت أفكر في هذا الحوار و أسترجعه في ذهني المرة تلو الأخرى .. كلام حصين بن عبيد .. أعبد سبعة .. ضحكت بأعلى صوتي يومها .. أعبد سبعة .. يفتخر بهذا العدد الكثير .. تصور يا أخي المسلم .. هذا رجل يعبد سبعة .. تبادر إلى ذهني .. نحن نعبد إله واحد و مقصرين لو لا رحمة الله .. فكيف بمن يعبد سبعة .. و أنظر إلى عظمة الحبيب صلى الله عليه و سلم .. لو كان أحد الدعاة الآن .. لرفع يده و لطمه على وجهه حتى سالت دماؤه .. رحمة كله بأبي هو و أمي .. لم يضحك منه كما فعلت أنا عندما رأيت .. أعبد سبعة .. قال .. أين هم ؟ .. تخيل سبعة من الآلهة .. في مكان واحد .. الكون .. كيف يستقيم الحال ؟ .. قال .. ستة في الأرض و واحد في السماء .. ضحكت أنا مرة أخرى من إجابته .. و إستغربت .. كيف لم يعمل عقله و فطرته .. و يتساءل على الأقل .. لماذا واحد من دونهم هو في السماء .. و يسكتون عنه و لا يبدون أي إعتراض .. نحن البشر .. نبدي إعتراض فطري على كل من يتفوق علينا .. لو لا الأخلاق التي تحكمنا .. غريب هدوء الرسول صلى الله عليه و سلم .. ثقة بالنفس جبارة .. علينا أن نتعلمها منه صلى الله عليه و سلم .. في حوارنا و دفاعنا عن ديننا .. و ترغيب الناس فيه .. قال .. من تعد لرغبك و رهبك .. من الذي تطلبه إذا رغبت أو خفت أي شيء .. يعني من يستجيب لدعاءك و سؤالك .. قال .. الذي في السماء .. قال .. أترك التي في الأرض و أعبد الذي في السماء .. سهولة في الخطاب و سلاسة في الفكر .. لو قام أحد المفكرين يقنع الحصين .. لألف له مجلدات تئن لحملها الجمال .. و لفر منه الحصين .. فراره من الأسد .. ثم أنظر لتسليم الحصين .. عرف الحق فإتبعه .. بدون تردد و لا جدال عقيم .. و لا لكن و أخواتها .. براقة هي كلمة التوحيد .. فقط تتطلب صفاء في الفطرة .. و تجد نفسك بكل أريحية .. تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ما دعاني لكتابة هذه الخاطرة .. و الصدمة التي أحدثها هذا الحوار في ذهني لما قرأته .. ليس ما مر ذكره فقط .. بل أكثر شيء .. قول الحصين .. أعبد ستة في الأرض .. أريدك أخي .. أختي .. المعملين لعقولكم .. أن تفكروا معي .. ماذا كانت تمثل هذه الآلهة بالنسبة للحصين .. ما دام هو يطلب حاجاته الأكيدة من الإله الذي في السماء .. حسب ظني و الله أعلم ..أنه كان يتقرب لهذه الستة .. و يستشيرها في كل ما يظن أنه لا يرضي الذي في السماء .. أو يستعين بها على قضاء رغباته الأخرى .. يستعملها كمبررات يحتج بها .. و يؤول بها خروجه عن ما يغضب الذي في السماء .. بدعوى إرضاء هذا الإلاه الذي في الأرض أو ذاك .. الغريب .. أن الحصين .. أسلم و أضعن لشريعة الواحد الأحد في لحظات .. و لكن لما نقارن نحن أنفسنا به .. كم لك أخي .. أختي .. أيها المسلم .. أيته المسلمة .. تشهدون .. بأن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صلى الله عليه سلم ؟ .. ورثناها أبا عن جد .. لما نفكر بصراحة مع أنفسنا و ندقق في حياتنا .. نجد أننا نعبد واحدا في السماء ندعوه لرغبنا و رهبنا .. و لكن للأسف .. لا نستطيع أن نحدد العدد الجملي للآلهة التي تجعلنا نعصي من أجلها الله عز و جل في الأرض .. مثل الدنيا .. و المال .. و الجاه .. و كل أولاءك الذين يحكموننا و نطيعهم في ما يخالف شريعة الله الواضحة .. من الأهل و الأقارب و الأصدقاء و الأحباب .. و رؤساء الأحزاب و الحكام و غيرهم و غيرهم .. و شهواتنا .. و أطماعنا .. و .. و .. إلى آخره .. مجرد خاطرة مرت بي عندما قرأت الحوار النبوي مع هذا الصحابي .. و ما قست ما فكرت فيه حينها إلا على نفسي المقصرة في جنب الله .. فأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله صل الله عليه و سلم ..


  2. #2
    الصورة الرمزية شذى22
    شذى22 غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    7,799

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

  3. #3
    الصورة الرمزية حياتى لله
    حياتى لله غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    6,758

    افتراضي

    جزانا واياكى كل خير اختى


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17