"الجليل والصعلوك"، عمل أدبى، روائى، مُحكَمُ الصنعة، استطاع مؤلّفه الشابُّ محمّد سالم، أن يرسم شخصيّاته ببراعة وصنعة، وعرض حقبةً تاريخيةً للأندلس التى كانت جنة الله فى أرضه، وكيف كانت صرحًا ورسم طمع السلطة، ووصفه: "شهوة المُلك ما هى إلا ثعبانٌ خبيثٌ يدسّ سمَّه فيفرِّق ويفتّت ويهدم ويبعثر.

وجاء أيضا فى أجواء الكتاب كيف شكّلت حكايات عمّه فيه عن الصراع فى مصر، وحياكة المؤامرات، ومكائد عبد الله وأخيه سليمان بن عبد الرحمن الداخل على ابن أخيهما الحكم، جعفر الصحفى على الأمير المغيرة بن عبد الرحمن الذى قتله محمّد بن أبى عامر حليف جعفر وعندما تمكّن من المُلك سجن الصحفى وسلَب مالَه ثم قتله.

ويشير الكتاب إلى خيانات سليمان الكلبى والى برشلونة والحسين الأنصارى والى سرقسطة كلبيا شارلمان، المستعين ملك طليطلة والمظفر بن الأفطس صاحب بطليوس ذى القول النجس: (لو نازعنى أبو بكر وعمر على هذا الملك لقرعتهما بالسيف).

بطلنا فى العمل الروائى "الصعلوك"، الذى ساقته الأقدار ليكون ريشة فى مهب ريح الحياة، والريح قد ترفع بالريشة وتحطّ منها، أمّا ريشة الصعلوك فإن ريح الحياة تعصف بها لتهوى بها فى مكانٍ سحيق. لقد حجبت عنه الأقدار أن يحلم فهو على حد قوله: "لا يحقّ له الحُلم بأن يصير ذبابة.. هو أحقر من كلّ شىء".

حتى أمّه "فرح" التى ولدته لم تختر له اسمًا فقد كرهته منذ صار نطفة فى رحمها ووجدت فى وجوده عائقًا لا معينًا، تأبى إطعامه إلا إذا فاض منها طعام لا تجد شهيّة فى إكماله.

فكيف تمضى به الأيام؟ وكيف يكون اللقاء بينه وبين زوج الجليل، ولم ستختاره دون غيره ليأتيها بالولد؟ هذا ما يجيب عنه رواية الجليل والصعلوك إصدار دار التنوير للنشر والتوزيع للكاتب محمد سالم.