'الحجر الأسود حجر لونه أسود مائل للحمرة.موجود في الركن الجنوبي، يسار باب الكعبة المشرفة، يرتفع عن أرض المطاف بـ1.10 متر، وهو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة..
و الجدير بالذكر أن الحجر الأسود قد تكسر على مر الحوادث التي مرت به، كان قطر الحجر الأسود حوالي 30 سم اما الآن فلم يتبقى منه سوى ثمان حصوات صغيرة جدا في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود، وإنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون، وهذه القطع هي المقصودة في التقبيل والاستلام.
و من الحجر الأسود يبدأ الطواف وينتهي. ولذا يقال له الركن باعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام وهو الركن الذي يبتدئ الطواف منه وهو الركن الشرقي، وأصل لونه أبيض عدا ما يظهر منه فإنه أسود ولعل ذلك بسبب حريق وقع في الكعبة في عهد قريش ثم الحريق الذي حصل مرة أخرى في عهد عبد الله ابن الزبير مما أدى إلى تفلقه إلى ثلاث فلق وقد قام ابن الزبير بشده بالفضه حينما بنى الكعبة
و لم يكن الحجر الأسود الموجود في الكعبة الآن هو الوحيد عند العرب قبل الإسلام فكما يذكر العلامة الدكتور جواد على في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص739 طبعة 1980 قائلا (أما -هفلس-ها، فلس-فانه الفلس عند أهل الإخبار وقد ذكروا أنه كان على هيئة حجر أسود تعبدت له قبيلة (سليم)), أى أنه كانت هناك أحجار سوداء أخرى تعبد لها العرب غير الحجر الأسود الموجود حاليا.
أصل الحجر الأسود

روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة أبيضاً ثم سودته ذنوب أهل الشرك، وروي أن الحجر أخذه إبراهيم من جبل أبي قبيس لكن الأول أقوى [1]
روى الترمذي وأحمد الحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنه طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
وروى الإمام أحمد عن انس بن مالك والنساء عن ابن عباس عن النبي قال: الحجر الاسود من الجنه
وروى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ ، كَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ" [2]
وروى أن الحجر الاسود يرجع عهده إلى إبراهيم فعندما كان يبني وإبنه إسماعيل يناوله الحجارة وصل إلى موضع الحجر الاسود فقال إبراهيم لإبنه إسماعيل: ابغني حجرا أضعه هاهنا يكون للناس علماً يبتدون منه الطواف فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الاسود فقال إسماعيل: يا أبتي من أين لك هذا قال: جاءني به من لم يكلني إلى حجرك جاء به جبريل، وهو حينئذٍ يتلأ لأ من شدة البياض فأضاء نوره شرقا وغربا
أهم الاحداث التاريخية التي شهدها

إعادة بناء الكعبة بعد الحريق قبل البعثة النبوية
عندما وصل البناء بقريش إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يتشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه، وكادوا أن يقتتلوا، فأشار عليهم أبو أمية المخزومي - وقد كان أكبرهم سناً- أن يحكموا أول داخل من باب الصفا فوافقوا، وكان أول الداخلين هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما راؤه قالوا : هذا محمد الأمين، رضينا به حكماً، ورضي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم، فأمرهم أن يبسطوا ثوب فوضعه فيه، ثم أمر ممثلي القبائل أن يأخذ كل ممثل قبيلة بطرف من الثوب ودفعوه إلى مكان الحجر الأسود، وعندما حاذوا مكانه رفعه الرسول صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين فوضعه في مكانه. و بذلك حقنت دماء قريش، وعادت الألفة والمحبة بين رجالات قريش، وقد كانت هذه الحادثة من أحد مظاهر الكمال المحمدي قبل البعثة النبوية الشريفة.
سرقة الحجر الأسود على يد القرامطة وكما هو معروف في التاريخ الإسلامي فقد استولى القرامطة على الحجر الاسود سنة 317 للهجرة وظل عندهم اثنين وعشرين عاما.و في هذا الشان جاء في البداية والنهاية لابن كثير ج11 ص159. (فلما قضى القرمطى امره وفعل ما فعل بالحجيج..., امر ان تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثير منهم في أماكن من الحرم وفى المسجد الحرام ,....و هدم قبة زمزم وامر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين اصحابه ,..........ثم امر بان يقلع الحجر الاسود، فجاءه رجل فضربه بمثقال في يده وقال : اين الطير الابابيل ؟ اين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الاسود واخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنين وعشرين سنة حتى ردوه). و يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ج11 ص161 ان القرامطة بعد أن استولوا على الحجر الأسود قالوا (لم ترمينا طير أبابيل ولا حجارة السجيل). وقد نقل الاقرامطة الحجر الأسود على عدد من الجمال لأن الحجر كان من ثقل وزنه وحشونة ملمسه الشديدة يجرح أسنمة الجمال، فكانوا يغيرون الجمل بالآخر حثى مات لهم عشرون جملاً وعندما أخذوه بلدهم حل عليهم الجفاف والقحط حتى طلب من المسلمين أن يستعيدوه وعند إعادته تطلب الأمر جملا واحد لا غير. كما ورد ذكر واقعة هجوم القرامطة على مكة ومهاجمة الحجيج واستيلائهم على الحجر الأسود في مرجع النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى.
سرقة قطعة من الحجر الاسود من قبل جاسوس بريطاني محاضرة للدكتور/ زغلول النجار
عن الحجر الاسود الذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه حجر من السماء، ومن أحجار الجنة فيقول ان نبى الله ابراهيم طلب من إسماعيل عليه السلام أن يبحث له عن حجر ليكون بداية الطواف عندما شرعا في رفع القواعد من البيت لبناء الكعبة من جديد، وأخذ إسماعيل يبحث ولم يجد. خاصة وأن مكة مقامة على كتلة هانلة من الصخور الجرانيتية النارية المتحولة، والتي حينما تتداخل تشكل مساحة كبيرة جدا ،وأغلب جسم الكعبة مبنى من هذه إلصخور، فلما تعب إسماعيل رجع لأبيه وقال لم أجد حجرا مختلفا نجعله بداية الطواف فقال له ابراهيم "(لقد اتانى به من هو خير منك، أتانى به جبريل عليه السلام "
حينما علم المستشرقون بهذا الأمر أرادوا البحث عن ثغرة يهاجمون بها الإسلام فقالوا ان المسلمين لا يعلمون شيئا، وقالوا ان الحجر الأسود ماهو إلا حجر بازلت أسود موجود في الطريق ما بين المدينة، ومكة وجرفه السيل وقطعه إلى خارج مكة، وعثر عليه ابراهيم عليه السلام، ووضعه بداية للطواف، وارادوا أن يثبتوا صدقا كلامهم فأرسلوا أحد علماء الجمعية البريطانية التابعة لجامعة كمبردج ودرس اللغة العربية، وذ هب إلى المغرب، ومنها إلى مصر للحج مع حجاجها، وركب الباخرة، وكان الحجاج المصريون يتخاطفونه ليكرموه، ويطعموه فتأثر بذلك كثيرأ ثم تأثر ثانية عندما رأى قبر الرسول، والمدينة المنورة، وتأثر أكثر، وأكثر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة، وكان ذلك في القرق التاسع عشر وقال (لقد هزنى ذلك المنظر كثيرأ من الأعماق) ولكنه كان مصمما على انجازمهمته التي جاء من أجلها، ودخل الكعبة وفى غفلة الحراسة ولم تكن شديدة مثل هذه الايام، وكسر قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الابطال فهو من وجهة نظرهم بطل أتى بالدليل على بطلان كلام محمد صلى الله عليه وسلم بان الحجر الأسود من السماء، ووصل إلى بريطانيا، وأودع قطعة الحجر اللأسود في متحف التاريخ الطبيعى بلندن ليقوم بتحليله واثبتوا أنه (نيزك) من نوع فريد فوقع الرجل مغشيا عليه وكتب كتابا من اجمل الكتب وسماه (رحلة إلى مكة) من جزأين وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وإصراره على هزيمة المسلمين وفى الجزء الثاني وصف خضوعه لله سبحانه وتعالى بسبب ان الحجر الأسود من أحجار السماء.