"هدفنا أن يأتى الزائر إلى مدينة الرسول ويغادرها وهو متأسٍّ بخلق الرسول وبحبه ومتبع لسنته وأن يكون قادرا على التعامل السليم مع المرحلة الدقيقة التى تمر بها العديد من البلاد حاليا".. هكذا اختصر أحد المشرفين على معرض "الرسول محمد صلى الله عليه وسلم" فى المدينة المنورة بالسعودية الهدف من إقامة المعرض لأحد أفواج المعتمرين الزائرين له.

فعلى بعد 50 مترًا من القبة الخضراء الشهيرة الدالة على قبر النبى محمد فى مسجده بالمدينة المنورة، يطل المعرض على حدود ساحة المسجد؛ ليكشف جوانب السيرة النبوية للمعتمرين الوافدين من أنحاء العالم من خلال قسمين للمعرض، أحدهما هو قسم الخطوط والثانى قسم التوثيق العلمى للسيرة النبوية.

وفى جولة لمراسلة "الأناضول" فى المعرض الذى يشرف عليه مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة كان واضحًا أنه يهيئ المعتمرين للتقرب من الرسول بطريقة عملية مباشرة وباستخدام التقنيات الحديثة والمجسمات والصور.

ففى قسم الخطوط يوجد عدد من اللوحات مثل لوحة "توقير النبى"، و"تهيئة لتلقى الحبيب" و"النبى الإنسان"، والتى تتحدث عن ولادته وصفاته وبعثته وتوثيق بالصور لأبرز محطات طريق الهجرة من مكة إلى المدينة.

ويضم جناحًا عن علاقة النبى بربه ومجسمًا للمسجد النبوى من الداخل والحجرات التى يضمها وكانت تختص بزوجاته، والمنبر النبوى ولوحة عن يوم فى حياة النبى وعلاقته بأهله.

بينما يضم جناح غزوات النبى مجسمًا للمدينة فى العهد النبوى يبين المعالم الرئيسية والطريق الذى سلكه النبى بعد وصوله إلى المدينة نحو منازل أخواله بنى النجار، كما يظهر مراحل غزوتى أُحُد والخندق والجبال والأودية التى جرت الغزوتان بينهما.

ويأتى جناح "الرفيق الأعلى" عن انتقال وفاة النبى، ويحتوى على مجسم لحجرة السيدة عائشة زوجته التى تم دفنه بها، كما يتضمن وصاياه لأمته وحقوقه عليها.

أما القسم الثانى فى المعرض وهو "التوثيق العلمى للسيرة النبوية"، فيعرض 39 لوحة ضخمة تتعرض لحياة النبى بالخرائط والجداول البيانية، وأبرزها نسبه وطريق الهجرة والمؤاخاة التى أشرف عليها بين المهاجرين من مكة إلى المدينة والأنصار وهم أهل المدينة الذين استقبلوا المهاجرين، وغزوات النبى ومعجزاته والمبشرون بالجنة ومصادر السيرة النبوية.

وقال سلامة عبد العزيز، أحد مشرفى المعرض، لمراسلة الأناضول، إن رسالة المعرض هى ترسيخ حب الرسول، وصولاً إلى الاقتداء المطلوب به من خلال عرض تفاصيل حياته بوسائل تقنية متنوعة.

ومن ناحيته قال صلاح سلامة، مدير مركز بحث ودراسات المدينة المنورة للأناضول، إن المعرض تم افتتاحه فى 13 مارس الماضى ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013.

وأضاف أنه من المقرر أن يستمر حتى نهاية العام، وبه مرشدون باللغات الإنجليزية والتركية والأوردية والإندونيسية والفارسية والكردية، مشيرًا إلى أن متوسط عدد الزائرين يوميا نحو 5 آلاف؛ ما شجع على فكرة أن يكون معرضًا دائمًا، وعمل معرض متنقل للدول الأخرى، وخاصة مصر وتركيا وروسيا وهولندا وباريس والبحرين وسويسرا بشكل مبدئى.

وأعرب سلامة عن أمله فى أن تساعد السيرة النبوية والاقتراب من سلوكيات الرسول المسلمين على كيفية التعامل السليم مع المرحلة الدقيقة التى تمر بها العديد من البلاد حاليًا.

وإجمالاً قال حمود العتيق، الإعلامى فى مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، إن المعرض شهد منذ افتتاحه ما يقارب مليون زائر.