كرم الرئيس الألمانى يوآخيم جاوك جنود المقاومة ضد نظام الحكم النازى فى العشرين من يوليو 1944، حيث قال جاوك اليوم السبت خلال مراسم حلف مجندين جدد ليمين الالتحاق بالجيش أمام مقر الرايخ فى برلين وفقا لنص الخطاب الذى وزع قبل إلقائه: "يذكرنا العشرون من يوليو بأولئك الجنود الذين لم يعرفوا فقط الأمر والطاعة، وإنما أعطوا ضميرهم فى النهاية الأولوية فى سلوكهم"

وأشار جاوك إلى أن جنود المقاومة بقياد كلاوس شينك جراف فون شتاوفنبيرج تحملوا بناء على هذه الحقيقة تبعات ما قاموا به ومسئولية ما رأوه صحيحا.

أضاف جاوك قائلا: "إن محاولتهم إنهاء حكم نظام هتلر لم تنجح، إلا أنها لم تكن بلا هدف أو أثر"، مبينا أن الجيش الألمانى اتخذ من موقفهم هذا مبدأ واضحا له فيما بعد.

وقال جاوك: "إن هذا المبدأ يتمثل فى أن من واجب الجنود أيضا إبداء المقاومة والرفض، حين يتم تهديد النظام الديمقراطى الحر، فالأمر والطاعة فى العسكرية يتوقفان عند الحد الذى تنتهك فيه الحقوق والكرامة الإنسانية".

أوضح جاوك قائلا: "حين يتذكر المرء اليوم من خلال المسافة المريحة الفاصلة بين ديمقراطيتنا الثابتة الآن وبين هذا الحدث ما فعله أولئك المقاومون الذين احتفظوا بشجاعتهم وهم فى موقف لا يبدو بلا مخرج فينبغى أن نشحذ وعينا لنؤكد أننا دائما أمام اختيار واحد، يكون فى غاية الصعوبة تحت الحكم الدكتاتورى، غير أن حاجتنا لهذا الاختيار وهذا الموقف ما تزال قائمة اليوم أيضا".

كان فون شتاوفنبيرج ضابطا بجيش ألمانيا إبان العهد النازى وتعاطف مع أفكار النازية فى البداية بدافع الوطنية الغامرة، ثم تخلى عن منهجها بعد اكتشافه لجرائمها واحتقارها للبشر، ما أدى إلى انقلابه عليها ومحاولته اغتيال الزعيم النازى أدولف هتلر فى العشرين من يوليو 1944 إلا أن محاولته فشلت وتم إعدامه فى اليوم التالى 21 يوليو، وصار بطلا قوميا فيما بعد.