يعد سن العاشرة هو السن الأنسب لصيام الأطفال، ويجب التنبه إلى خطورة صيام الطفل عند السابعة أو ما قبلها، فيمكنه الصيام فى هذا العمر لساعات قليلة وليس لنهار كامل، وذلك لأنه يكون فى أمس الحاجة إلى المواد الغذائية، وبنسب معينة تلاحق نمو جسمه السريع وتحميه من الأمراض بينما البدء بالصيام ليوم كامل فى سن العاشرة هو الأصح، وصيام الطفل لن يشعره بأى متاعب.

وتنصح الدكتورة دعاء حامد استشارى التغذية بالمعهد القومى للتغذية، بالتدرج فى تشجيع الطفل عند سن العاشرة على الصيام ابتداء من تناوله لوجبة السحور مع أسرته، ثم يفطر عند أذان الظهر وذلك لمدة عشرة أيام مع زيادتها فى الأيام العشرة الوسطى، بأن يصوم الطفل حتى أذان العصر ثم يصوم الأيام العشرة الأخيرة مثل أفراد أسرته، وعندما يقبل رمضان التالى يكون قادرا على صيامه كاملا.

وترى أن الأطفال فى سن السابعة وحتى العاشرة، فمن الأفضل تأخير تناول الطفل لوجبة إفطاره العادية، فبدلا من تناولها فى السابعة صباحا كما هى العادة، نؤخرها إلى الساعة الواحدة ظهرا، ثم يصوم الطفل بعدها حتى يفطر مع أسرته عند أذان المغرب وذلك لأيام عدة، وفى الأيام التالية نؤخر وجبة الإفطار إلى الثانية عشرة صباحا ثم إلى العاشرة.

وحددت الدكتورة دعاء بعض الإرشادات والنصائح الغذائية والصحية لصيام الأطفال، ومنها ضرورة تعجيل الإفطار وذلك بتناول بعض الرطب أو التمر أو الماء أو عصير الفاكهة (المحلى بكميات قليلة من السكر وغير الحامضى)،ناصحة بألا يعجل الطفل بشرب الماء المثلج مباشرة ساعة الإفطار حيث يتسبب ذلك فى إرباك الجهاز الهضمى وحدوث عسر فى الهضم.

وقالت إنه من الأفضل أن يتناول السوائل الدافئة مثل الشوربة كبداية، فهى تنبه المعدة وتهيئها لاستقبال الطعام، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الإفطار متوازنا وبكميات كافية، وأن يحصل الطفل على السعرات الحرارية اللازمة له، وتنصح باحتواء وجبة الإفطار على الحليب ومشتقاته (الزبادى) والبروتينات (مثل اللحوم والدواجن) التى تساعد على بناء الأنسجة الجديدة وتعويض ما ينهدم منها، إلى جانب الخضراوات والفاكهة والنشويات (كالخبز والأرز والمكرونة) وقليل جدا من الدهون.

وأكدت على ضرورة تأخير وجبة السحور بقدر الإمكان، كما يجب أن تكون دسمة ومشبعة، وأن تحتوى على البروتينات والسكريات والدهون مثل: البيض، والخبز،الفول والخضروات، والفاكهة، حيث تؤمن للطفل احتياجاته، كما أنها غذاء كامل وتغطى فترة كبيرة من فترات الصيام.

وشددت على أهمية تناوله كميات قليلة ومتكررة من السوائل وبخاصة عصائر الفاكهة مع الماء لتعويض الحرمان منها طوال اليوم بعد وجبة الإفطار وخلال وجبة السحور. وإن كان لا بد من تناول حلويات رمضان (كنافة أو قطايف) فيفضل تناولها بعد وجبة الإفطار، وليس فى السحور حتى لا تسبب العطش للطفل فى اليوم التالى.

ولفتت إلى ضرورة مراقبة الطفل خلال صومه، فإذا شعر الطفل بإرهاق واضح أو مرض وعدم تحمل الصيام، فيجب أن يسارع ولى أمره بإفطاره، مؤكدة على ضرورة منع الطفل من الصيام فى حال إصابته بأى مرض يتسبب الصيام فى ضرره وخاصة أمراض الكلى لاحتياج الطفل الدائم للسوائل، وكذلك أمراض السكرى، والأنيميا، وغيرها من الأمراض.