كشف الباحث الفلكى الدكتور خالد بن صالح الزعاق عضو الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك (مقره جدة)، أن اليوم، السبت أطول نهار فى السنة وأقصر ليلة فى السنة، وذلك بسبب بلوغ الشمس أقصى ميل لها جهة الشمال، مشيراً إلى أنه خلال هذا الأسبوع ستصبح النهارات أطول والليالى أقصر، بعد أن وصلت الشمس أمس إلى أقصى حد لها جهة الشمال، ما يجعل النهار طويلاً والليل قصيراً.

وأوضح الزعاق، فى تصريحات نشرت اليوم، أن الشمس إذا بلغت ميلها الكلى، وهو 23 درجة تقريباً شمالاً يبلغ النهار طوله والليل قصره، وإذا كان الموقع الجغرافى شمالياً، وإذا كان الموقع جنوبياً، يبلغ الليل طوله والنهار قصره، هذا فى العروض الشمالية والعكس من ذلك فى العروض الجنوبية.

وأضاف أن المناطق القطبية أى من خط عرض 66 درجة إلى 90 درجة، فإن الليل والنهار يتراوح من يوم إلى ستة أشهر على حسب درجات العرض شمالاً أو جنوباً، مبيناً أن هناك عاملين رئيسيين يتسببان فى طول النهار والليل أو قصرهما، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافى، فالشمس عندما تكون على خط الاستواء فإن الليل والنهار يتساويان فى جميع أرجاء المعمورة، وكذلك فإن الموقع الجغرافى الذى يقع على خط عرض صفر أى على خط الاستواء، فإن الليل والنهار متساويان فيه طوال السنة، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء كلما زاد الفرق فى طول النهار أو الليل وفى قصرهما، فالشمس تشرق فى أيام الاعتدال الربيعى والخريفى من الشرق تماماً، وتغيب فى الغرب تماماً، وبعد ذلك تبدأ بالانحراف شمالاً فى رحلتها السنوية الصيفية وجنوباً فى رحلتها السنوية الشتوية إلى أن تصل إلى أقصى انحراف لها عن الشرق أو الغرب فى الانقلابين وسيستمر الصيف ثلاثة أشهر، وسيكون طول النهار اليوم 13:40 على الرياض و13:47 على المنامة و13:43 على الدوحة و13:39 على أبوظبى و13:35 على مسقط و13:27 على عمان و14:6 على القاهرة، وأقصر نهار فى الدول العربية سيكون فى دولة جزر القمر لوقوعها بالجهة الجنوبية من الكرة الأرضية وهى الدولة العربية الوحيدة التى تقع بالكامل جنوب خط الاستواء.

وقال الزعاق، إنه خلال هذه الأيام سنعيش مرحلة حر الانصراف والذى يقال فيه (لأحر إلا بعد الانصراف) أى لا يأتينا الحر اللاهب إلا بعدما تنصرف الشمس من جهة الشمال وهى مرحلة جمرة القيض وستستمر درجة الحرارة بالارتفاع تدريجيا وخاصة بالمناطق الحجرية، وذلك راجع إلى أن الأرض الصخرية تحتفظ بدرجة الحرارة، ومما يزيد درجة حرارة الجو هو أن الأرض تنشط فى شعشعة ما فى جوفها من الحرارة التى احتفظت بها طوال الفترة الماضية وخاصة إذا سكنت حركة الريح الملطفة للجو وسيزداد عصف رياح البوارح وهى رياح شمالية عالية لكنها رتيبة ليس فيها عنصر المفاجأة ورتابتها أنها تبدأ بعد طلوع الشمس وتشتد فى الظهيرة وتهدأ ليلا ويترسب الغبار ويصفو الجو فى هدأة الليل.