يترقب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى كل مكان بالعالم انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم للقارات والتى تستضيفها البرازيل من 15 إلى 30 يونيو الحالى بمشاركة ثمانية منتخبات من مختلف قارات العالم الست.

وبينما يدور الصراع بين المنتخبات الثمانية على مدار أكثر من أسبوعين، بدأت المنافسة مبكرا بين ست مدن برازيلية تستضيف فعاليات البطولة، وتأمل كل منها فى تقديم أبهى صورها أمام شاشات التليفزيون وأمام الزائرين الذين يحضرون مباريات البطولة من مدرجات الاستادات المضيفة.

ووزعت مباريات البطولة البالغ عددها 16 مباراة على المدن الست وهى العاصمة برازيليا وريو دى جانيرو وبيلو هوريزونتى وريسسيفى وسالفادور وفورتاليزا، وتحظى كل من المدن الست بما يميزها عن الأخرى، وفيما يلى نبذة عن كل من المدن الست المضيفة:

برازيليا:
أقيمت هذه المدينة بوسط البرازيل فى منتصف القرن الماضى وحلت مكان ريو دى جانيرو كعاصمة للبلاد حيث توجد بها الإدارة الفيدرالية والسياسية للبرازيل. وتوجد فيها مقرات السلطات التنفيذية والتشريعية والمحكمة الفيدرالية العليا.

وتتميز برازيليا بالهندسة المعمارية التى تطغى على طابع مبانيها كما توجد بها كاتدرائية برازيليا وجسر "جوسيلينو كوبيتسيك" وهما من أبرز المعالم وأكثرها شهرة فى البلاد.

رغم حداثة عهد المدينة، تشتهر برازيليا بأبنيتها التاريخية التى جعلتها ضمن أبرز مواقع التراث العالمى فى قوائم اليونيسكو.

ويوجد بالمدينة الإستاد الوطنى الذى يطلق عليه اسم نجم كرة القدم البرازيلى الشهير السابق "مانى جارينشا"، وهو الإستاد الذى تكلف تشييده أكثر من نصف مليار دولار ويستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة يوم السبت المقبل بين منتخبى البرازيل واليابان.

ريو دى جانيرو:
ظلت مدينة "ريو دى جانيرو" العاصمة السياسية للبرازيل منذ أن أنشئت فى القرن السادس عشر وحتى حلت مكانها برازيليا فى 1960، ولكنها لا تزال حتى الآن أشهر المدن البرازيلية، بل إنها تعتبر المقصد السياحى الأبرز فى بلاد السامبا بفضل المشاهد الطبيعية الخلابة التى تكتسى بها المدينة إضافة لكونها مدينة ساحلية متميزة بجانب إطلالتها على غابات استوائية كثيفة على عكس برازيليا التى تقع وسط البرازيل.

ورغم قدم المدينة ومرور ما يقرب من خمسة قرون على إنشائها، تتميز ريو دى جانيرو بوجود كم هائل من الأبنية الحديثة التى تثير إعجاب الزائرين لها مثلما يثير إعجابهم شاطئ "كوبا كابانيا" التاريخى تماما.

كما يعتبر كثيرون مدينة ريو دى جانيرو عاصمة للرياضة البرازيلية ورمزا لكرة القدم بشكل خاص بعدما أنجبت هذه المدينة العريقة العديد من نجوم السامبا مثل زيكو وروماريو ورونالدو.

كما يوجد فى ريو دى جانيرو أربعة من أكبر وأبرز الأندية البرازيلية لكرة القدم وهى فلومينينسى وبوتافوجو وفاسكو دا جاما وفلامنجو التى تحظى مجتمعة بشعبية طاغية تصل إلى نحو نصف عدد مشجعى كرة القدم بالبرازيل.

وضاعف من انتشار وشعبية كرة القدم فى هذ المدينة وجود إستاد "ماراكانا" العريق الذى يعد الأشهر والأبرز فى العالم والذى استضاف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 1950 فى حضور نحو 200 ألف مشجع (رقم قياسى)، كما يستضيف المباراة النهائية لكل من بطولتى كأس القارات 2013 وكأس العالم 2014 بعدما جرى تحديثه بشكل هائل استعدادا لكل من البطولتين.

ولا يتوقف الأمر بالنسبة لريو دى جانيرو واستاد "ماراكانا" عند هاتين البطولتين بل يترقب الجميع فى كل أنحاء العالم انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية القادمة فى هذه المدينة بعد ثلاثة أعوام.

بيلو هوريزونتى:
تأسست هذه المدينة فى أواخر القرن التاسع عشر كعاصمة جديدة لولاية ميناس بدلا من العاصمة القديمة "أورو بريتو" التى كانت شاهدا على الاستعمار البرتغالى للبرازيل.

وإلى جانب الجمال الخلاب لهذه المدينة والذى يطل من اسمها الذى يعنى "الأفق الجميل" فى اللغة البرتغالية، شهدت المدينة خلال القرن الماضى تطورا هائلا فى تخطيطها المعمارى، كما أصبحت من أهم المدن الاقتصادية فى البرازيل خاصة وفى أمريكا الجنوبية والعالم بشكل عام.

وعلى المستوى الرياضى، يمكن اعتبار بيلو هوريزونتى عاصمة أخرى لكرة القدم فى البرازيل، حيث يوجد بها اثنان من أبرز أندية الكرة فى البرازيل، وهما كروزيرو وأتلتيكو مينيرو والأخير يضم بين صفوفها حاليا واحدا من أبرز نجوم كرة القدم فى السنوات الماضية وهو رونالدينيو الفائز مع المنتخب البرازيلى بلقب كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.

وفى هذه المدينة، يوجد إستاد "مينيراو" أحد أشهر الإستادات فى البرازيل والذى يستضيف ثلاث من مباريات كأس القارات من بينها إحدى مباراتى المربع الذهبى للبطولة، حيث يتسع لأكثر من 60 ألف مشجع كسعة رسمية.

ريسيفى:
هى عاصمة ولاية "بيرنامبوكانو" والتى تقع فى أقصى شرق البرازيل وتتمتع بأهمية اقتصادية بالغة لموقعها المتميز على المحيط الأطلنطى، كما تضم مجموعة من الشواطئ الشهيرة والمتميزة مثل بورتو جالينياس الذى يجعلها من أهم المدن السياحية فى البرازيل وأمريكا الجنوبية.

كما توجد بها العديد من المعالم الأثرية، منها قلعة "أورانج" ومدينة أوليندا التى اختارتها اليونيسكو قبل 30 عاما ضمن مواقع الإرث العالمى.

ورغم وجود أكثر من ناد متميز بهذه المدينة واستادات تستطيع استضافة أكبر المباريات، لجأت حكومة ولاية بيرنامبوكانو لبناء الإستاد الجديد تحت اسم إستاد "بيرنامبوكانو آرينا" الذى يتسع لنحو 46 ألف مشجع وتكلف تشييده أكثر 250 مليون دولار، ويستضيف ثلاث مباريات فى الدور الأول لبطولة كأس القارات.

سالفادور:
وأنشئت هذه المدينة فى منتصف القرن السادس عشر عقب الغزو البرتغالى للبرازيل وهى من المدن الساحلية أيضا واشتهرت فى الماضى بتجارة الرقيق ولكنها تحولت فيما بعد لمركز ثقافى هائل فى ظل تأثرها الواضح بالوافدين إليها من كل مكان فى أفريقيا وأوروبا حتى أطلق عليها لقب "روما نيجرا" أو "روما السوداء" نسبة إلى اختلاط وامتزاج الوافدين من القارتين فى هذه المدينة.

وتعرف هذه المدينة باسم "سالفادور دى باهيا" نظرا لكونها عاصمة لولاية باهيا.

وإلى جانب دورها كمركز ثقافى ودخول بعض معالمها ضمن الإرث العالمى فى تصنيف اليونيسكو، تمثل المدينة مركزا اقتصاديا مهما للبرازيل.

وفى عام 2010 ، جرى هدم إستاد "فونتى نوفا" إثر حادث مروع فى 2007 أسفر عن مقتل عدة أفراد وأعيد بناء الأستاد بنفس الاسم للمساهمة فى استضافة مباريات كأس القارات وكأس العالم.

فورتاليزا:
بدأت هذه المدينة كقرية صغيرة قبل نحو ثلاثة قرون ولكنها سرعان ما تحولت إلى عاصمة لولاية سيارا كما تحولت الآن إلى أحد أهم المقاصد السياحية بالبرازيل لما لها من شواطئ رائعة ساهمت بقدر هائل فى نمو السياحة البرازيلية على مدار العقود الماضية.

ويوجد بها استاد "كاستيلاو" الذى جرى تحديثه لتوسيع سعته الرسمية إلى ما يقرب من 64 ألف مقعد، مما ساهم فى منح هذا الإستاد ثلاث من مباريات كأس القارات من بينهما إحدى مباراتى المربع الذهبى للبطولة.