توارث الصفات الوراثية



حديثنا اليوم عن الهدي العلمي النبوي في الوراثة البشرية فمع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يبعث معلما لعلم الوراثة أو علم الأحياء ولكن الله سبحانه وتعالى يوحي إليه بالحقائق الكونية عندما يسأل عنها أو يصبح هناك ضرورة لذكرها أو يوحي الله سبحانه وتعالى بها في إعجاز للبشرية وبرهان على صدق نبيه صلى الله عليه وسلم فالرسول صلى الله عليه وسلم أوتي القرآن ومثله والقرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تشبع منه العلماء وعندما نتحدث عن الوراثة في السنة النبوية المطهرة فيجب علينا أن نقدم للموضوع بالمفاهيم التي سادت البشرية والحقائق التي ذكرتها السنة مخالفة بها الواقع السائد غير العلمي فالناس إلى عهد قريب وبعض المجتمعات والأفراد حتى اليوم كانوا لا يعلمون أن الرجل والمرأة يشتركان في إنتاج الأجنة وكانوا لا يعلمون أن المتحكم في إنتاج الذكور هي أمشاج الرجل ويظنون أن المرأة هي السبب ومازال بعض الجهلاء يعاقبون الزوجات على ولادتهن للبنات وكثير من الرجال طلقوا زوجاتهم أو تزوجوا عليهن لأن كل أبنائه من الإناث وتزوجوا الثانية بهدف أن تنجب له الولد ومرجع هذا إلى الفهم الخاطئ لطبيعة المرأة في عملية الإخصاب والحمل والولادة. أما الآن فالعلم أثبت أن المتحكم في إنتاج الذكور أو الإناث هي أمشاج الرجل ولكن ظلت هذه المعلومات العلمية سرا مخفيا إلى عهد قريب لذلك عمدت اليهود أهل العلم والكتاب على عهد نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى اختبار صدق رسول الله وصدق قوله فسألوه عن أصحاب الكهف والرقيم، وعن ذي القرنين وسألوه متى تعطي المرأة ذكورا ومتى تعطي إناثا وكيف يخلق الإنسان وقد أجابهم صلى الله عليه وسلم إجابات معجزة وقال: (أخبرني بهن جبريل آنفا) كما روى البخاري.
فقد مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه قال: قالت قريش: يا يهودي أن هذا يزعم انه نبي فقال لأسألنه عن شئ لا يعلمه إلا نبي فجاء حتى جلس فقال: يا محمد مم يخلق الإنسان؟ قال: يا يهودي من كل يخلق : من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة جزء من حديث رواه الإمام أحمد.
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق كان منه الشبه رواه مسلم.
_وفي حديث يقول صلى الله عليه وسلم (فإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله وإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت بإذن الله) وفي الأحاديث الثلاثة سبق علمي يشهد بنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ففي الوقت الذي كان لا يعلم الناس من أين يتكون الجنين قال صلى الله عليه وسلم (من كل يخلق من نطفة الرجل ونطفة المرأة).
وفي الوقت الذي كان لا تعلم فيه سيادة الصفات الوراثية وتنحيها قال صلى الله عليه وسلم فمن أيهما علا وسبق (أي ساد وظهر) كان الشبه.
_وفي الوقت الذي كانت تلام فيه المرأة على خلفة البنات يقرر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ماء الرجل هو المسؤول عن خلفة الذكور(فإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله).
_يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإنسان (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) آية 2، ويقول الله في سورة القيامة (أيحسب الإنسان أن يترك سدى. ألم يك نطفة من مني يمنى . ثم كان علقة فخلق فسوى . فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) الآيات من 36 إلى 39.
_وقال سبحانه في سورة النجم ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى ) الآيات 45 إلى 46.


_ فالأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة تؤكد أن الإنسان مخلوق من نطفة وأن النطفة جاءت من الأمشاج المذكرة والمؤنثة وأن المتحكم في تحديد جنسالمولود ذكرا أم أنثى هو مني الرجل وهذه عين الحقيقة العلمية حيث أن الصبغيات (أي الكروموسومات) الموجودة في الحيوانات المنوية للرجل بعد الانقسام في الخلايا الأمية المولدة للسابحات الذكرية تكون على نوعين نوع يحمل شارة الذكورة (Y) و الآخر يحمل شارة الأنوثة (X) بينما تحمل بويضات المرأة المتولدة من الخلايا الأمية المولدة للبويضات شارات الأنوثة فقط (X) وعند عملية التلقيح بين الرجل والمرأة فالبويضة المؤنثة (X) إذا لقحت بالحيوان المنوي للرجل الحامل للصبغي الذكورة (Y) جاء المولود ذكرا (XY) وإذا لقحت البويضة المؤنثة (X) بالحيوان المنوي للرجل الحامل لصبغي الأنوثة (X) جاءت المولودة أنثى (XX) أي أن المسؤول عن نوع الجنين هي أمشاج الرجل.


فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالما في علم الأجنة وعلم الخلية وعلم الوراثة حتى يقرر كل هذه الحقائق العلمية التي لم تعرف إلا قريبا أم انه وحي من الله في القرآن الكريم ونطق عنه بالحق في السنة النبوية المطهرة حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (اخبرني بهن جبريل آنفا) عندما سأله اليهودي عن تلك المسائل الوراثية المعقدة.
أخي المسلم يحق لك أن تفخر بالهدي العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأن تدعو إلى الله على بصيرة و بعلم وأن تعبد الله على علم فالإسلام دين العلم وما أتى به الرسول هو العلم ( فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك) محمد 19 فالتوحيد في الإسلام يجب أن يقوم على العلم والدين في الإسلام علم .