**الخجل سيئ !!!
ليس هذا فحسب , بل انه يمكن ان يدمر حياتك .


حسنا لنكن جادين أكثر فى الحديث عن الخجل , لأن الخجل امر خطير حقا .
ولتعد بذاكرتك الى وقت ان كنت فى سن :

4 سنوات : كانت امك قد دعتك باللطيف ( او الكتكوت) حينما سعت نحو احدى صديقاتها فى محل البقاله , فاختبات انت خلف ردائها . فقالت أمك لصديقتها وهى تبتسم " انه خجول" .
10 سنوات : كان ابوك فخورا بأنك لم تكن تخرج للعب مع الأطفال الاخرين . بل كنت تفضل المكث فى المنزل لتلعب بطاقم ادوات الكيمياء , فكان يتباهى امام زملائه قائلا : "يبدو انه حينما يكبر سيصبح عالما" , ولم يكن ذلك الأب يعلم ان اقرانك من الاطفال كانوا يخيفونك كثيرا لدرجة انك كنت تفضل التعامل مع المعادلات الكيميائيه عن التعامل مع الناس .
15سنه : كنت تجلس الى مائدة العشاء وعيناك مغرورقتان بالدموع وانت تشكو لأمك وأبيك من شعورك بالخجل تجاه زملائك من الصغار , وتلقيك الصدمات كلما تحدثت الى شخص من الجنس الاخر . فكان أبواك ينظر كل منهما للاخر ويبتسم ابتسامه تنم عن الفهم ويقول : " اوه , لا تقلق , انها مرحله وتمر . وكل انسان يشعر بالخجل وسوف تتغلب عليه " . ومن الواضح ان ابويك ليست لديهما فكره انهما ربما كانا يدمران حياتك بالطريقه التى يتعاملان بها مع خجلك .
ودعنا أولا نفند هذه المقوله غير الدقيقه : " سوف تتغلب عليه " . فلقد تبين بالدراسات العلميه ان مايقرب من 30- 48 بالمائه من الأمريكيين البالغين يعانون الخجل ويعتبرونه اعاقه تستمر طوال العمر . و 30 بالمائه من اولئك الناس يصابون بكرب وعذاب اذا تعرضوا لحاله حاده من هذا المرض النفسى .
والاشخاص الخجولون عند اللقاء الأول يعتبرون فى بعض الأحيان غير اذكياء , وغالبا ما يعتبرون هم أنفسهم اقل جاذبيه مما هم فى الحقيقه .
ونظرا لخجلهم هذا , فأنهم لا يشعرون بالكمال أبدا . ولا يحصلون ابدا على الشعور الصحى بالذات .

* انتظر , هناك المزيد من الاضرار ..

يجد الاشخاص الخجولون صعوبه فى الحصول على اصدقاء , وقلما يواعدون احدا بلقاء , واذا حدث اللقاء , فدائما ما يفسدون تلك الصداقه او ذلك الحب .
والاشخاص الخجولون يكون احتمال حصولهم على شريك للحياه او زوج أقل حتى من اولئك الاشخاص الذين ابتلوا بانواع اخرى من اضطرابات القلق . والنساء الخجولات حين يتزوجن يكن اقل قدره على الجمع بين الحياه الاسريه فى البيت وبين تجسيد الاهتمامات أو تحقيق الانجازات فى مجال العمل خارج البيت . كما انهن اكثر عرضه لمعاناة الوحده او ما يسمى " متلازمة العش الخالى " بعد أن يكبر أبناؤهن .

وفضلا عن هذا , فان الاشخاص الخجولون يكونون أبطأ فى الحصول على مجال عمل مقبول . وحينما يحصلون على عمل , فانه يكون فى الغالب غيى مستقر الى ان يصلوا الى منتصف اعمارهم . ونادرا ما يجدون عملا يستغل مواهبهم
هل قلت ما فيه الكفايه ؟؟ حسنا, فلنضف شيئا اخر . ان الاشخاص الخجولين يعانون من افكار الدونيه الذاتيه , والسلوك الناتج عن الاحباط والوحده ونوبات القلق والاكتئاب .

هل اقول شيئا اقوى ؟؟ ان الخجل يبدد الطاقات ويجعل من ابتلى به مهيض الجناح يشعر بعدم الامان . انه يمكن ان يدمر حياتك . وقد ان الاوان قبل أن يدمرك.
والحق أقول ان الخجل ليس بالامر الغريب عنى . فخلال دراستى بالكليه كنت اعانى حاله شديده من رهاب الحديث . وكنت اشعر بجبن شديد من الذهاب للمشاركه فى ايه مناسبات اجتماعيه بمفردى . وفى فترة مبكره من دراستى جربت المشاركه فى احدى تلك المناسبات حيث جلست طوال الامسيه فى نفس المكان دون حراك كاننى قطعة اساس !!

* والان , اذا ما كان رهاب الحديث مرضا , فما العلاج ؟؟

اذا كنت واحدا ممن يعانون اضطرابات نفسيه مزعجه , فربما كان من دواعى التعزيه ان تعرف ان هناك عشرة ملايين امريكى من البالغين يعانون بصفه منتظمه , حاله نفسيه تعرف باسم اضطراب القلق ( او الاضطراب القلقى ) الاجتماعى .
فاذا لم تكن واحدا من اولئك المرضى النفسيين , فلا زال من المحتمل ان تكون قد تعرضت لنوبه عرضيه من هذا المرض النفسى . مثلما يحدث حينما يتعين عليك ان تلقى كلمه فى جمع من الناس او ينتظر منك ان تتحدث فى حفله من الحفلات واعراض هذه الحاله مألوفه وهى : تسارع دقات القلب , وزرقه الجلد , والارتجاف , وان ترغب فى التهرب من هذا الموقف المحرج وتذهب الى اى مكان اخر .
ودون ان تدخل فى تفاصيل متعمقه قد تسبب لك الضيق , عن الدوبامين والنورابينفرين والسيروتونين , يكفى ان نقول انه غالبا ما يكون هناك خلل كيميائى كأساس لمشكلة الخجل أو رهاب الحديث . وبالنسبه للحالات الشديده المزمنه التى تثبط المريض وتمنعه من ممارسة وظائفه الطبيعيه , فان الاطباء النفسيين يمكن ان يصفوا لهم مضادا للاكتئاب لرفع مستوى ذلك الناقل العصبى المسمى بالسيروتونين فى المخ . ولكن الادوريه لا تعتبر حلا مقبولا فى معظم الحالات وقد يحتاج المريض الى اكثر بكثير من مجرد حبه صفراء صغيره ليجعل الخوف يختفى , او حبة برتقاليه كبيره لتجعله اكثر اجتماعيه , او حبه حمراء ضخمه للحد من مرض الخوف الشديد لدرجة أن يجهش بالبكاء .
ان الحصول على الشخصيه السليمه عن طريق وصف الادويه يعد طريقا طويلا , هذا اذا افترض امكان ذلك اصلا . ولا توجد وسيله سريعه لاصلاح الخلل , ولكن توجد علاجات منزليه ممتازه قليله للتخلص من الخجل ( وهى التى استعملتها , ومما اسعدنى انها ناجحة المفعول ),
مثل تعلم التزلج , فكر فى الحركات التى تقوم بها بشكل فردى , تحدث مع من تقابلهم فى المصعد , وسوف تجد نفسك قد اندمجت فى مناسبات اجتماعيه وربما كنت ضيف الشرف فيها .. ولا تقلق كثيرا مما يجب ان تقوله من كلمات . فالجذابون للناس يعلمون ان نغمة الحديث هى التى تهم . وهم يجعلون أصواتهم متحمسه ميجعلون لغة اجسادهم طبيعيه وتنم عن الود . كما انهم يجعلون كل من يتحدثون اليهم يشعرون بالاهميه .

*وأول تلك العلاجات هو أن تجبر نفسك على التحدث الى الغرباء . وقد تقول ان والديك قد اخبراك حينما كنت صغيرا بألا تتحدث مع الغرباء .
واقول لك انك لم تعد الان صغيرا . وبالطبع عليك بتجنب المبادره بالحديث مع الغرباء فى الحارات المظلمه , ولكن تحدث الى جيرانك وغيرهم ممن قد تصادفهم فى الشارع فى المنطقه التى تسكنها وتبدو عليهم الطيبه والاستقامه .
وابتسم بشكل طبيعى وتحدث الى الاشخاص الذين يقفون أمامك فى طابور البنك او فى انتظار الدخول الى مطعم يزيد اقبال الناس عليه . وثمة عياده لعلاج الخجل فى كاليفورنيا ينصح اطباؤها مرضاهم بالفعل بان يستعملو المصاعد ليس لمجرد ركوبها فقط , وانما للتحدث ايضا مع الغرباء الذين يستعملونها , ويمكن الاطمئنان للحديث معهم .

وثمة طريقه مفيده وهى ان تشترى كلبا , وكلما كان شكله مضحكا او غريبا كان افضل ! وقد حدث ان اشتريت قطا سياميا وكان بقدرتى ان اسير به فى الشارع وهو مربوط بمقود فى رقبته , وهو امر نادر باانسبه لقط ان يسير فى الطريق مربوطا بهذه الكيفيه كأنه كلب , وهذا ما أثار تعليقات كثيره من الماره . وقد تعودت ان اضحك مباشرة كلما سألنى احد الماره ما اذا كان اسم القط هو " لاسى " .
ومن الملاحظ ان الناس لديهم دائما ما يقولونه عن الحيوانات , وذات مره تعرفت على رجل قصير مستدير الجسم يعمل فى سوق شهيره للسمك. وكنت أرغب ان ارى هذه السوق , فتحدثت الى " ماركو" ( وهذا اسمه) وطلبت منه ان يوصلنى اليها فى صباح احد الايام . وبينما كنا فى الطريق الى السوق كان الماره يلوحون اليه بشكلواضح ويبتسمون ويقولون له " اهلا ياصاحب القرد" وكانه رجل واسع الشهره . فطابت منه ان يخبرنى عن هذا الامر . فقال لى انه يمتلك قردا اليفا , وقد اعتاد ان يحمله على كتفه ويسير فى الشارع , غير انه فى ذلك الصباح لم يحضره معه لاصابته بوعكه صحيه . ومن الواضح ان جميع الماره تعودوا التحدث الى " ماركو" وقرده الظريف .

وايا ما كنت ستسير حاملا قردا على كتفك او تربط قطا بمقود او تركب المصعد دون هدف محدد , فان الحيله المقصوده هى ان تبدا فى الحديث مع الناس اينما وجدوا . وكلما فعلت هذا اكثر كان تحقيقه اسهل ..

* ان تعلمت ان تكون ناجحا طبيعى المظهر وان تندمج بسلاسه فى أية مناسبه اجتماعيه , كما يقطع سكين ساخن قطعه من الزبد , هو فى حد ذاته ليس بالامر السهل . فربما تعرف كل الاشياء الصحيحه التى يجب فعلها , الا ان وضعها معا فى الاطار الصحيح هو أمر اخر . وافضل طريقه للتقدم فى الاتجاه السليم هى ان تمارس قاعدة او اتنين مره واحده . وربما اكتفيت بتطبيق القاعده رقم 1 مثلا بأن تقول كل شئ كانك فى مكان الاخرين, وان تعطى الاخرين القاعده رقم 2 " اشارات العين " على مدى ايام قليله . وحينما تصير القاعدتان امرا طبيعيا بالنسبه لك , اضف القاعدتين 3 , 4 ( وهما " كلمة الشكر الممتده " و"اللمسه الحانيه") وهكذا ..

ان اكتساب هذه المهارات بصوره كامله يشبه تعلم التزحلق (على الجليد), وبالمناسبه فان التزحلق كان من اكثر التجارب اثاره للخزى والعار فى حياتى منذ سن البلوغ ( اذا ما كان لديك اطفال , فانصحك بان تعلمهم التزلج الان حتى لا يتعرضوا للمحنه التى تعرضت لها ) فقد مر وقت طويل جدا قبل ان اصبح قادرا , لا اقول على ممارسة الانشطه المختتلفه للتزحلق على الجليد , بل على مجرد التمتع باندفاع جسمى بسرعه الى اسفل الجبل , والشعور بالرياح البارده , وهلى تصطدم بوجنتى او حتى ان ابتسم لزملائى من ممارسى التزحلق .

***اذن , اذا كنت خجولا فماذا على ان افعل ؟؟؟
اتحدث الى الغرباء ... فاذا كنت خجولا , فسوف اتحدث الى عشرة غرباء على الاقل , وسوف ابث الحماس فى صوتى و والبريق فى عينى , وامارس الفقرات الخمس عشره الى ان اتقنها ..


من كتاب (كيف تجذب الناس كالمفناطيس )
ل (ليل لاوندس )

ملحوظه : هذه الفقرات( القواعد ) الخمسه عشره ذكرت فى الكتاب بالتفصيل ... وهذا اللينك لمن يريد تحميله

يحدثنا هذا الكتاب عن اجتذاب الأصدقاء والمحبين والاحتفاظ بهم طوال الحياة. ويكشف عن وسائل متخصصة وناجحة يمكنك استخدامها لتصبح بمثابة مغناطيس يثير إهتمام الناس ويشجعهم على التعامل معك. وخبيرة الإعلام والاتصال ليل لاندوس تقدّم لك أسرار اجتذاب الأصدقاء في حياتك الشخصية بالإضافة إلى تقوية اتصالاتك وعلائقك في مجال العمل.
وحتى لو كنت خجولا أو منعزلا ، يمكنك الإفادة بنصائح لاوندس لتحقق ما يلي :
* تجعل الغرباء يميلون إليك في الحال .
* تتخلص من ذلك العامل الثلاثي القاتل الذي يتكون من الخوف وعدم الثقة والشك .
* تجعل كل من حولك يشعر بأن له أهمية خاصة لديك .
* تعرف متى تبتسم ، ومتى لا تبتسم ، وتعرف لماذا ما يناسب شخصا ما لا يناسب الآخرين .
* تسيطر على لسانك تعرف ما يجب قوله ، وما لا يجب ، بحسب من تحادثه .
* تتجنب أكبر خطأين حينما تقابل شخصا ما لأول مرة .

وبما يتضمنه هذا الكتاب من لمحات وطرائف وأفكار عن التعامل مع أي شخص تقريبا ، واجتذابه والتواصل معه ، فإن سيعرض لك بالضبط ما تحتاجه لكي تضيف بنجاح أصدقاء ومحبين جددا إلى حياتك