مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التى تؤثر بشكل سلبى أو إيجابى فى علاقة الابن ووالديه.. ويقول عنها الطب النفسى وخبراء التنمية البشرية، إنها المرحلة المتعسرة فى حياة الولد والبنت، وهى التى تكثر فيها المشاكل النفسية المتنوعة، كمشاكل اضطراب الهوية الجسدية، والفكرية، والعاطفية لدى المراهق.

وتقول الدكتورة شيماء عاطف، الأخصائية النفسية، إن من أهم مشاكل المراهقة، هى الاندفاعية والعند، وهى ردود أفعال مبالغ فيها، وربما تكون مجرد اضطراب لدى المراهق، فعندما يستفز يتعدى حدود الأدب، ولكن ذلك ليس له علاقة إطلاقا بالتربية، ومن هنا كان دور الطب النفسى أن يوعى الأهل بالتفريق بين سوء الطباع الدائم، والاضطراب العرضى، فالشخص ذو الطبع السىء لا يشعر بالذنب، أما المضطرب فهو إنسان حساس، ويعتذر دائما بعد كل إساءة أو شجار.

وتشير عاطف إلى أنه عقب إدراك الفارق، يجب على الوالدين أن يتفهموا الوضع، وأن يحاولوا الابتعاد عن ثقافة الأوامر، والقهر الغير مجدية إطلاقا، فأفضل طريقة للتعامل هى المناقشة الودية واستعمال، ميكانيكية "نعم ولكن"، وهذا ما يسمى بالديمقراطية بين العائلة، لأن الإجبار عادتا ما ينتج عنه إما الانفجار، أو الكبت المؤدى إلى الانطواء، بل وأحيانا إلى الاكتئاب المزمن.

كما يؤكد الدكتور مصطفى حسين، أستاذ الطب النفسى ومدير مستشفى العباسية، أن أهم خطوة يمكن للوالدين أن يتخذوها هى" الصداقة" لكسر الحواجز النفسية بينهم وبين أبنائهم، ولا يحدث ذلك إلا من خلال استخدام الصراحة كمكانز لتوازن العلاقة بينهم، ولا تتحقق الصراحة إلا من خلال التفاهم والبعد عن العنف، فللمراهقة أعراض تختلف من شخص لآخر، فأحيانا تأتى بالفضول الجنسى، مما يستدعى البحث سواء على صفحات الإنترنت أو غيرها، ويأتى هذا الفضول من عدم المعرفة، فإذا توفرت المعرفة يصبح الأمر طبيعيا لا يستدعى الفضول والبحث، وهنا دور الوالدين فى الكشف عن هذه الفترة، وعدم التعتيم عليها حتى يضمنوا وصول معلومات صحيحة لأبنائهم تساعد على تقويم سلوكهم الجنسى، وعدم التعجل فى ممارسته.

أما بالنسبة للمراهق الباحث عن الحب، أو متعدد العلاقات العاطفية، فدائما يرجع ذلك لرغبته فى الشعور باستقلاليته، وبناء حياة خاصة به من وجهه نظره، ولذلك يجب تدخل الوالدين هنا كمعالج نفسى له، من خلال النقاش الجدى، وعدم الاستهتار بتلك المشاعر، بل إظهار الاهتمام الدائم بها، حتى يثق بهم الابن، وبتعليقاتهم على تلك العلاقات.