صدر مؤخراً عن مكتبة الآداب كتاب جديد بعنوان "الخطاب الشعرى فى المدينة المنورة.. شعر عبد السلام حافظ نموذجاً"، للدكتور أحمد فرحات.

يتكون الكتاب من سبعة فصول ويتناول الكاتب فى الفصل الأول بعنوان "الحب والمرأة فى شعر عبد السلام حافظ" فيذكر أن الحب لدى الشاعر هو نتاج تربية دينية إسلامية صافية، امتزجت فيه التعاليم الدينية بروح إنسانية، فنتجت عنها هذه العفة التى كانت أساس التجربة، ويستشهد الكاتب بمقتطفات من شعره التى تدل على عفته فى الحب مثل:

يا أخت إنى عشقت فعفتى أبداً مع الحب الأكيد هى الأزل

بعد ذلك يتحدث عن المرأة فى شعره، فيذكر أن قضية المرأة تحتل حجماً كبيراً من أعماله، إلا أن الشاعر رسم صورة سوداوية للمرأة فى شعره، فكل حواء لديه قيد نحس إلا أمه.

ويتناول فى الفصل الثانى الذى يحمل عنوان "الإسلام والعروبة" بواعث الشعر الدينى عند الشاعر، فيذكر عدة عوامل أثرت فيه، منها العامل البيئى المتمثل فى نشأته جوار الحرم النبوى الشريف.

ويستعرض الكتاب نماذج الشعر الإسلامى الواردة فى أعمال الشاعر وهى "الدعوة إلى الوحدة والتضامن، والدعوة إلى الجهاد، وإبراز مزايا الإسلام والإشادة بحضاراته،وغيرها".

ثم يعرض الكتاب لبعض أبيات الشاعر حول هذه الفكرة، ويشرح غرض الشاعر من كتابتها.

أما الفصل الثالث بعنوان: "الاغتراب فى شعر عبد السلام حافظ" يعرض فيه أنماط الاغتراب لدى الشاعر، وأولها الغربة الاجتماعية، ويعللها برفض الشاعر للتقاليد الاجتماعية الصارمة التى نشا عليها، كذلك وفاة عمه الذى وقف بجانبه منذ الصغر، وبفقده فقد الشاعر أمنه واستقراره؛ ثانيها الغربة العاطفية، ويتناول الكتاب تجاربه العاطفية، وتنقله من امرأة إلى أخرى، ولم يجد فيهن من تبادله الحب.

وفى الفصل الرابع بعنوان: "الأسرة" فيتناول علاقته بأسرته ويبدأ بالأم فنجد أن للأم مكانة عليا فى شعره، وأنه لا ينسى فضلها عليه، ثم يتحدث بعد ذلك عن علاقة الشاعر بالأخ، والأب، والزوجة، والأولاد ومكانتهم فى شعره.

والفصل الخامس جاء تحت عنوان "التناص" ويبدأ أولاً بتعريف مفهوم التناص، فيعرفه على إنه مصطلح نقدى حديث يعنى العلاقات المكونة للنص الأدبى، المؤثرة فيه فنياً، ثم يتناول التناص عند الشاعر، ويقسمه لنمطين الأول وهو التأثر بالنصوص النثرية المتمثلة فى القرآن الكريم، والحديث النبوى، والنمط الثانى وهو التأثر بالنصوص الشعرية.

أما الفصل السادس بعنوان "الشعر القصصى والمسرحى" يتناول القصيدة الغنائية فى شعر عبد السلام حافظ، ويؤكد أنه منحها بعداً درامياً لكى يتخلص من غنائيتها المسطحة، كذلك يتطرق للقصة الشعرية عنده، ويشرح المقصود بالقصة فى الشعر بداية من تعريفها وتطورها منذ الشعر القديم حتى الحديث.

وفى الفصل السابع بعنوان: "ظواهر فنية وموضوعية" يتعرض إلى أن الشاعر عبد السلام حافظ من أوائل الشعراء الذين مارسوا كتابة شعر التفعيلة، كذلك يكاد يخلو شعره من شعر المناسبات لاسيما شعر المديح.

كذلك يوضح الكتاب أن الشكوى والحزن ارتبطا بشدة بشعر عبد السلام حافظ.