نجح علماء من الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء وأطباء من مستشفى تيدا الدولى لأمراض القلب والأوعية الدموية فى بلدية تيانجين بشمالى الصين، فى تطوير قلب صناعى وزراعته داخل خروف خلال عملية دقيقة، مستخدمين أحدث طراز تم تطويره عبر تكنولوجيا الفضاء المتقدمة، عاش بعدها 64 يوما، وحتى الآن.

وقال ليو شياو تشنغ رئيس المستشفى الصينى - فى تصريح له اليوم "الخميس"، إن الخروف المسمى "تيان جيو" فى حالة سليمة ومستقرة بعد تلقى القلب الصناعى الجديد وتشغيله، موضحا أن القلب الصناعى المزروع للخروف يعد الجهاز الأول من نوعه فى الصين، والذى يمكن تركيب بطارية ووحدة تحكم له، حيث يتم حاليا مقارنة العملية وتجربة القلب الجديد لتطبيقها فى حالات العلاج السريرى للبشر.

وأشار ليو إلى أن الباحثين استخدموا تكنولوجيا المغناطيس المعلق والمحامل الهيدروديناميكية، وكلاهما ينتمى لتكنولوجيا أبحاث الفضاء فى الصين، لتصميم وإنتاج جهاز دعم البطين الصالح للزراعة من الجيل الثالث، وهو مضخة ميكانيكية تستخدم لدعم وظيفة القلب وسريان الدم لأشخاص يعانون من ضعف القلب.

وأضاف أن العلماء قاموا بتطوير هذا الجهاز مرارا فى 17 تجربة على الحيوانات على مدار ستة أشهر، وقاموا بالتجربة الـ18 على الخروف "تيان جيو" أول أمس الثلاثاء، حيث تمت زراعة مضخة الدم "القلب الصناعى للخروف، وحافظت المؤشرات الفسيولوجية لهذا الخروف على المستوى العادى بعد العملية.

ولفت رئيس المستشفى الصينى إلى أن قصور القلب المزمن أصبح من أخطر أمراض القلب والأوعية الدموية، ويعد من الأعراض النهائية لكثير من أمراض القلب والأوعية الدموية، فيما يعانى أكثر من 16 مليون شخص من مرض قصور القلب فى الصين حاليا.

وقال إنه لم يوجد علاج فعال لهذا المرض باستثناء مساندة سريان الدم وزراعة القلب، ولكن دائما ما تنقص إمدادات القلوب الصالحة للزراعة، وتعجز عن تلبية طلب المرضى، وتوفى كثير من المرضى خلال فترة انتظار القلب لزراعته، موضحا أن سعر الطاقم الواحد من جهاز مساندة البطين الأجنبى يبلغ 500 ألف يوان إلى مليون يوان "الدولار الأمريكى" يساوى نحو 6.2يوان، ولا يمكن لكثير من المرضى أن يتحملوا أعباء النفقات الطبية العالية.

وأوضح ليو أن الكثير من مرضى القلب سيستفيدون من هذا الجهاز الجديد بعد تسويقه تجاريا، فى وقت كانت الصين قد بدأت البحوث فى جهاز مساندة البطين فى أوائل الثمانينيات من القرن الـ20، حيث بحث العلماء فى هذا المجال بداية من الجيل الأول لمضخة تعمل بالهواء المضغوط فى الستينيات إلى الجيل الثانى لمضخة التدفق المحورى، حتى مضخة مغناطيسية معلقة الآن.