تمثل حوادث الطرق إحدى أكبر المشكلات المزمنة فى الكثير من دول العالم، حيث تشير تقديرات تقرير حالة السلامة على الطرق عام 2009، إلى أن حوادث الطرق تتسبب فى وفاة 1,2 مليون شخص سنويا، وإصابة ما يقرب من 50 مليون آخرين، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة، وبحسب التقديرات تأتى مصر فى مقدمة دول العالم من حيث معدلات حوادث الطرق، والتى بلغت حوالى 24,8 ألف حادثة خلال عام 2010، خلفت 4791 قتيلا وحوالى 50 ألف مصاب.

ومع تنامى معدلات حوادث الطرق فى مصر، خاصة بعد ثورة يناير، أصبحت هذه الظاهرة تمثل تحديا كبيرا لم تنجح الحكومات السابقة فى الحد منها، وذلك نتيجة عدم الوعى بإرشادات الطرق واتباع تعليمات أنظمة المرور، والأهم من ذلك ضعف الوعى بأهمية توافر عناصر الأمان والسلامة فى السيارة قبل شرائها، وهى العوامل التى تجنب قائدها الكثير من المخاطر والحوادث وتحافظ على سلامته.

وبحسب خبراء صناعة السيارات فى العالم، فإن سلامة ركاب السيارة تعتمد بشكل أساسى على طريقة القيادة، واتباع أنظمة المرور، ووضع الارشادات وعلامات المرور، بالإضافة إلى اتباع تعليمات استعمال أحزمة الأمان والامتناع عن استعمال التليفون المحمول أثناء القيادة، وابتكار وتطوير وسائل النقل.

لذلك تتنافس شركات تصنيع السيارات العالمية على أن تشمل طرازاتها وموديلاتها الجديدة أعلى معايير الأمن والسلامة، حتى تضمن لعملائها قيادة آمنة ومريحة، تجنبهم مثل هذه الحوادث.

وتتضمن معايير ووسائل الأمان فى السيارات الحديثة، نوعين الأول يتضمن وسائل أمنية تعمل على تخفيف عواقب حادث لا يمكن تفاديه، مثل أحزمة الأمان والتى يفضل أن تكون لجميع الركاب، بالإضافة إلى وجود مساند الرأس والوسائد الهوائية، وأن تكون عجلة القيادة مرنة حتى لا تكون صلابتها الزائدة سببا للإصابة، وفى تكنولوجيا صناعة السيارات الحديثة يتم تزويد السيارات الحديثة بوسائد هوائية جانبية تعمل على وقاية الركاب من الاصطدامات الجانبية.

أما العنصر الثانى فى وسائل الأمان، فيشمل تزويد السيارات الحديثة بوسائل تصميمية يمكن القول بأنها نشطة تعمل على تقليل احتمال الاصطدام وتكون عونا لقائد السيارة لتفادى الاصطدام، ومنها نظام كوابح مانع للانزلاق ABS، إلى جانب ذلك فهناك دور مهم لقائد السيارة وهو مراعاة أحوال الطريق والآخرين، بالإضافة إلى الاهتمام بتوعية الأطفال والصغار بأنظمة المرور، وحثهم على اتباعها.