التأمل .. واحد من أعظم فنون الحياة






الذهن المتأمل ذهن صامت. غير أنه ليس الصمت الذي يمكن للفكر أن يتصوره؛ ليس صمت أمسية هادئة؛ إنه الصمت الذي يحل حين الفكر – بصوره وكلماته وإدراكاته كلِّها – يتوقف توقفًا تامًّا. هذا الذهن المتأمل هو الذهن المتديِّن – بمعنى الدين الذي لم تمسسْه الكنيسة أو المعابد أو الأناشيد.

الذهن المتديِّن هو تفجر المحبة. هي تلك المحبة التي لا تعرف الفَصْل. البعيد لديها قريب. إنها ليست الواحد أو الكثير، بل بالأحرى تلك الحال من المحبة التي يتوقف فيها كل انقسام. إنها – كالجمال – لا تخضع لمقاييس الكلمات. ومن هذا الصمت وحده يعمل الذهن المتأمل.

التأمل واحد من أعظم الفنون في الحياة – ولعله أعظمها طرا – وليس في إمكان أحدهم أن يتعلمه من أيِّ أحد – وذلك هو جماله. ليست له أية طريقة ولا أية مرجعية بالتالي. عندما تتعلم أمورًا عن نفسك، تراقب نفسك، تراقب كيف تمشي، كيف تأكل، ماذا تقول، الثرثرة، الكراهية، الغيرة – إذا وعيت ذلك كلَّه في نفسك، من دون أيِّ اختيار – فذلك جزء من التأمل.

كذا يمكن للتأمل أن يتم وأنت تجلس في باص أو تسير في الغابات المترعة بالنور والظلال، أو تنصت إلى غناء الطيور أو تحدق في وجه زوجتك أو طفلك.