ضربات متتالية تلقاها الذهب خلال تداولات الأيام الأخيرة بدءا من يوم الجمعة ولغاية التداولات الصباحية المبكرة لهذا اليوم ،بعد رحلة هبوط استمرت من مستويات 1590 وملامسة 1321 والتي نجحت مبدئيا بإيقاف هذا النزيف .

وتعتبر تراجعات الأمس الأعنف للذهب في يوم واحد منذ 33عاما حيث أغلق على مستويات 1347دولار للأونصة بانخفاض قدره 140دولارا عن إقفاله السابق والذي كان على خسائر قرب 75 دولار للاونصة هو الأخر .

هذا وتعود اسباب هذا الانخفاض لاجتماع عدت عوامل أساسية ونفسية واهمها :
اولا انخفاض الفوائد والتامين على السندات الاميركية وهي النقطة التي تطرقنا لها في الأمس .
ثانيا تراجع البيانات الصينية التي نشرت صباح أمس وأشارت إلى أن نمو الناتج المحلي للربع الأول بلغ 7.7 % وهو رقم يقل عن توقعات المحللين البالغة 8.0 % ، كما سجل الانتاج الصناعي نموا بـ 8.9 % في شهر مارس عند أقل مستوى نمو له في عام مما أثار مخاوف من أن الاقتصاد الصيني ربما بدأ بالتباطوء مرة اخرى ، وان اضفنا التراجعات المقلقة بنتائج البيانات الأميركية وأخرها(مبيعات التجزئة يوم الجمعة ،وتراجع النشاط الصناعي في منطقة نيويورك) فان المحصلة تكون مخاوف من تراجع الاقتصاد العالمي ككل .

اما العوامل النفسية
فمنها إعلان قبرص نيتها بيع الذهب لمواجهة أزمتها المالية ، ومصدر الخوف هنا ان تكون الخطوة القبرصية سابقة قد تحمل عدوها لباقي الدول الأوربية المتأزمة ماليا وما قد ينتج عن هكذا إجراء من ارتفاع المعروض من الذهب العالمي مقارنة مع الطلب المحدود .
كذلك يؤخذ بالاعتبار كسر الذهب لبعض المستويات الهامة دورا كبيرا بحالة الهلع والبيع التي تهافتت عليها الأسواق ومن أهم هذه المستويات 1520ثم المستوى الأهم 1435 .

بتداولات اليوم وبعد تفجيرات بوسطن بأميركا قد يحمل تحليلنا للذهب مخاطرة مرتفعة كونه عكس الاتجاه العام الهابط والذي راهنا عليه سابقا ولا نزال نحمل نفس الرهان لرؤية المزيد من الهبوط نحو أهداف سفلية جديدة ولكن نظرا لاحتمال مشاهدة تطورات سلبية بعد التفجيرات الاميركية ودخول أسواق الأسهم والعملات بحالة من الإرباك ، فإننا نميل لمشاهدة بعض الارتفاع بأسعار الذهب وذلك بالعودة لسلوك الذهب بمثل هذه الأزمات وقد ينجح بالوصول لمستويات 1435، ولكن بشرط استمرار التداول فوق مستويات 1345, أما النصيحة الذهبية فهي الابتعاد عن الذهب لباقي أيام التداول هذا الأسبوع .

العملات بتداولات الأمس مالت للتراجع أمام الدولار الأميركي بشكل عام ، (باستثناء الين الياباني )وذلك بفضل الدعم الغير مباشر الذي تلقاه الدولار من تراجع الذهب ، تراجعت كبيرة للدولار الاسترالي والنيوزلندي قرب ال200 نقطة ،بينما كانت محدودة نوعا ما لليورو والجنيه الإسترليني اقل من100 نقطة .

مستجدات التداولات الصباحية
صدر محضر اجتماع البنك المركزي الاسترالي حاملا ذات للمواقف السابقة حيث اعتبر ان السياسة النقدية الحالية متناسبة مع التضخم والوضع الاقتصادي. وان المركزي لن يتردد بالقيام بإجراءات استثنائية ان دعت الحاجة ، حيث ان مستويات التضخم تسمح باتخاذ هذه الإجراءات من مثل تخفيض الفائدة. وقد اكد المحضر ان الدولار الاسترالي مرتفع جدا ويشكل عائقا للنشاط الاقتصادي.الدولار الاسترالي يتفاعل إيجابا كرد مبدئي كون المركزي لازال غير جدي باتخاذ المزيد من تخفيض أسعار الفائدة

ومن اليابان وزير مالية الياباني يقول انه سيدافع عن موقف بلاده أمام مجموعة العشرين ويبرر السياسة النقدية الحالية بأنها هادفة إلى إنهاء الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه اليابان ،وبذات الوقت رئيس المركزي الياباني كورودا يؤكد انه من المبكر الحديث عن انتهاء فترة التيسير الكمي المعتمدة. الين الياباني يعود للضعف بعد هذه التصريحات وينطلق من مستويات 95.80 ليلامس مستويات97.20 ساعة إعداد هذا التحليل .

بتداولات اليوم امتحان لمنطقة اليورو حيث نترقب نتيجة مؤشر ZEW للشعور العام خلال شهر نيسان، و الذي من المتوقع أن يظهر تراجع بنسبة 31.5% مقارنة مع القراءة السابقة التي سجلت ما نسبته 33.4%. بالإضافة لمؤشر أسعار المستهلكين والمتوقع ثباتاً له عند نسبته 1.7% ، ولتبسيط الصورة يتحرك اليورو بين مستويات 1.3100-1.3000 خروجه من هذه النطاقات شرط للأخذ بتحركات كبيرة عليه.
من بريطانيا نترقب نتيجة مؤشر أسعار المستهلكين و المنتجين عن الشهر الماضي التي من المتوقع ان تؤكد استمرار استقرار المستويات العامة للأسعار حول المستويات المستهدفة للتضخم حول 2.0%، و هذا ما يعطي البنك المركزي البريطاني الإشارة المنتظرة لتوسعة برامج التيسير او حتى القيام بتحريك اسعار الفائدة.

أمريكيا مراقبة نتيجة مؤشر أسعار المستهلكين متوقع الثبات على 0.2% بالإضافة تصاريح البناء حيث تحوز على بالغ الأهمية ورقم 0.93 مليون او حوله فقط ما يهدئ هذه المخاوف , مؤشر أسعار المستهلكين .