تجبر الظروف احيانا الانسان على فعل ما لا يطيق بحثا عن الرزق ولكن هؤلاء المنقبون يتوجهون الى القمامة المسممة بصورة يومية وهم فى منتهى السعادة .
لنفهم جيدا حجم المخاطرة التى يتعرض لها هؤلاء المنقبون فى المنجم كما يحلو لهم تسمية انفسهم ، يجب على اولا وعذرا ان اخذكم فى رحلة التى تقوم بها القمامة فى المدينة الجواتيمالية لتصل الى مكانها الاخير .




وتبدا الرحلة اولا بتجميع نفايات المدينة كلها فى المكان المخصص لها والذى يرتفع بمقدار 1000 قدماً عن سطح النهر ، ومياه النهر او الوادى ملوثة ومسممة وتقع بها اكوام من القمامة المكدسة فى كل لحظة تقريبا .




وفى حالة سقوط الامطار ترتفع مياه النهر الى مستويات عالية جدا ويبقى لنا ان نعرف ان المصدر الرئيسى لماء النهر او “المنجم” كما يسميه اهل المدينة هو مياه الصرف الصحى حيث تاتيه المياه القذرة عن طريق نفق طويل يصب فى النهر.




والى هنا نحترم المسؤلين فهم اختاروا مكان نأى يلقوا فيه نفايات المدينة كما انه يصب فى نهر مخصص لمياه الصرف .




ونتوقع ان يكون هذا النهر مهجور ومنعزل الا انه وبصورة يومية بأتيه 300 باحثاً يقومون بالقفز فى النهر ويقضون الساعات يبحثون فى القمامة عن الاشياء الثمينة كالذهب و المجوهرات وغيرها متحدين بذلك كل المخاطر التى يتعرضون اليها فى كل لحظة فمياه النهر غير ثابته كما ان اكوام القمامة تسقط عليهم كل لحظة تقريبا كل هذا بالاضافة الى المخاطر التى عددتها اعلاه.




وبسؤال المنقبون كما يطلقون على انفسهم عن سر قيامهم بهذا العمل الخطير والقذر وللغرابة تبدو اجابتهم منطقية ومعقولة.
يقولون انهم يتوجهون الى النهر كما يتوجه العامل المجد الى عمله كل صباح و يبدوؤن فى العمل بمنتهى الجدية والاصرار فهذا النهر هو مصدر رزقهم الوفير والاساسى.




فمياه النهر تقوم بدفع النفايات الخفيفة و تبقى الثقيلة فى مكانها ويقول احد المنقبين والذى يبلغ 41 عاماً ان التنقيب فى النهر يدر عليه مالا اوفر من عمله فى اى مؤسسة او مصنع كما يرحمه من تسلط و عجرفة اصحاب العمل ويقول ان متوسط الراتب الشهرى لا يتعدى 270$.




ويقول انه يجد اشياء تقدر ب20 $ كل يوم وهذا المبلغ ضعف ما يتحصل عليه من اى عمل طبيعى اخر كما انه وجد مؤخراً سوارا يزن 9 جراماً من الذهب وباعه بسعر 256 $.
ويضيف Eddie Miranda انه ياتى فى الفجر مرتدى ابهى ثيابه ثم يغيرها بثياب قذرة ويبدا التنقيب فى الكنز على حد قوله .




Antonio Yupe وهو منقب اخر يبلغ من العمر 32 عاماً يقول انه فى عام 2008 حدث انهيار فظيع حيث وقعت المثلت من القمامة فوق رؤوسهم وهم يزالون عملهم وفقد اكثر من 12 منقباً حياتهم كما كسرت قدمه ودفن حياً تحت القمامة حتى تمت نجدته.
ولكن كل هذا لم يوقفه عن الاستمرار فى مزوالة نفس النشاط الخطير .




ورغم ما تحمله المطار الغزيرة من المخاطر الا ان المنقبون يرحبون بها فهى تزيد من احتمالات عثورهم على الكنوز المدفونة.




وراى محرر المقال بعينه اغرب الاشياء واحزنها فاحد المنقبون كان غائصا حتى رقبته فى و ماء النهر وكان يبحث فى القمامة الراكدة تحت مياه النهر السام عندما صرخ من فرط السعادة حيث وجد قطعة ذهبية و عندما فتح راحته للمحرر ليريه ثروته كانت يديه تعانى من الحروق وصفراء من الحمض الا انه كان فى منتهى الفرح.