أعلنت الحملة المدنية لإنقاذ آثار وتراث طرابلس، عن ظهور أعمدة أثرية من الجرانيت المصرى فى موقع يتوسط الطريق الدولية بطرابلس شمال لبنان، وتم العثور على تلك الأعمدة مؤخرا خلال أعمال حفر أساسات جسر جارى إقامته ضمن مشروع الأتوستراد الدولى، ويظهر على الأعمدة آثار التكسير والخدش التى أصيبت بها من جراء الحفر بالجرافات، ولا يزال الموقع المكتشف متروكا دون مراقبة من قبل المديرية العامة للآثار، وأن أحدا لم يقم منذ أسبوع حتى الآن بالكشف على الموقع.

وأفاد الدكتور خالد عمر تدمرى، رئيس لجنة الآثار فى بلدية طرابلس، أن ما تم رصده هو تسعة أقسام لأعمدة حجرية دائرية موزعة بشكل متناسق تشير إلى وجود معبد ما فى هذا الموقع، وأن هناك حاجة للحفر علميا أكثر فى العمق وعلى امتداد مساحة الأرض حتى يظهر الارتفاع الحقيقى لهذه الأعمدة التى يتجاوز عرضها المتر الواحد، وبالتالى معرفة حجم الموقع الأثرى وماهيته. وقال إن الأعمدة هى من نوع الجرانيت الذى كان يأتى من مصر عبر التبادل التجارى الذى كان قائما مع الفينيقيين، إلا أن تلك الأعمدة قد يكون أعيد استخدامها فى بناء معبد يونانى أو رومانى ولا نستطيع التثبت من هوية الموقع وحقبته التاريخية قبل إجراء حفريات أثرية علمية.

وطالبت الحملة المدنية لإنقاذ آثار وتراث طرابلس وزارة الثقافة ومديرية الآثار والمعنيين والغيورين فى المدينة بالقيام بواجبهم لجهة حفظ هذا الموقع وتوجيه فرق الحفريات الأثرية المتخصّصة إليه، عسى أن تحظى طرابلس قريبا بالكشف عن آثارها المطمورة تحت أرضها، والتى تؤرخ لعمران وحضارة المدينة خلال 3500 عام بدءا من العهد الفينيقى مرورا بالعصور اليونانية والرومانية والبيزنطية وصولا إلى الفاطميين والصليبيين بدلا من جرفها أو إعادة طمرها كما حصل فى عدة مواقع فى الميناء وطرابلس حتى اليوم.