"القتال والشجاعة" هناك فرق كبير بين الصفتين، وإن كان هناك الكثيرون يخلطون بين المفهومين، إلا أن الفرق كبير بينهما، هذا ما يوضحه الدكتور إيهاب فكرى، الخبير فى علم الإدارة، حيث يشير إلى أنه يوجد الكثيرون من المقاتلين لا يتحلون بالشجاعة، فهناك مثلا من يقاتل فقط عن طريق البريد الإلكترونى، تجده داخل مكتبه خلف جهاز الحاسب الآلى كالأسد يهاجم زملاءه، أو من يعملون تحت إدارته، ويستخدم ألفاظا شديدة، ويطلق تهديدات عنيفة، ولكن إذا دخل عليه مكتبه أحد منهم ليناقشه فيما كتب، يتحول فى ثانية واحدة إلى قط وديع، ويتنصل مما كتب ويستميت فى محاولة شرحه بشكل مختلف تماما، حتى لا يضطر للمواجهة.

وفى هذا السياق يؤكد الدكتور إيهاب أن من أهم الصفات للقائد الكاريزمى ليست الشجاعة فقط، لأن صفة الشجاعة تتضمن القدرة على المواجهة، أى أن الشجاعة يجب أن تقترن بالقدرة على المواجهة، خاصة إذا كنت تعليقات المهاجم أو القائد لها حجج منطقية ومبنية على أسس وقواعد مهنية، وليست فقط انتقادا من أجل إثبات الذات أو للتواجد فقط.

إن الذى لا يتحلى بالشجاعة الحقيقة يتمنى أن تحل المشكلة من تلقاء نفسها، ويؤجل المواجهة قدر الاستطاعة لأنه لا يقوى عليها، وليست لديه من القدرة المنطقية ما يبرهن به على صحة قراره، وإن كان هذا السلوك يترك أثرا سلبياً فى نفوس المتعاملين معه القائد الذى لا يتحلى بمقومات الشجاعة الكاملة.