أعلن مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب برئاسة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عن أسماء الفائزين بفروع دورتها السابعة.



جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته الجائزة فى أبو ظبى ظهر اليوم الثلاثاء بحضور سعادة محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث بديوان ولى عهد أبو ظبى عضو مجلس أمناء الجائزة، وجمعة القبيسى، المدير التنفيذى لقطاع المكتبة الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافية، عضو مجلس الأمناء، والأمين العام للجائزة الدكتور على بن تميم، وعبد الله ماجد المدير الإدارى للجائزة، وعدد من ممثلى وسائل الإعلام الورقية والمرئية والمسموعة.

ففى جائزة الشيخ زايد فرع التنمية وبناء الدولة، فازت الدكتورة إليزابيث سوزان كسّاب من لبنان، عن كتابها (الفكر العربى المعاصر.. دراسة فى النقد الثقافى المقارن)، والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2012. فى كتابها هذا، عرضت المؤلفة الجدالات العربية المعاصرة حول قضايا الثقافة من منظور مقارن بهدف الوقوف على محدّدات الوعى بالذات الثقافية فى فترة ما بعد الاستعمار، وهى دراسة مستوفية لموضوعها، تتميز بكثرة المصادر والمراجع النوعية، وموائمة المنهج، ودقة المفهومات والمصطلحات المستعملة، وأهمية النتائج والمعارف التى توصلت إليها.

أما عن جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب: وفاز بجائزة المؤلِّف الشاب الدكتور عادل حدجامى من المغرب، عن كتابه (فلسفة جيل دولوز فى الوجود والاختلاف)، والصادر عن منشورات دار توبقال للنشر، المغرب 2012. تفصح هذه الدراسة عن ذكاء قرائى يمكن مؤلفها الشاب من النفاذ إلى العالم الفكرى لفيلسوف كبير يعد من الفلاسفة المعاصرين البارزين. وقد تمكّنت الأطروحة من بلورة مفاهيمه المبتكرة والمتجددة، بلغة عربية مشرقة تامة الوضوح ومتينة البناء، وهو بلا شك من باحثى المستقبل الذين سيضيفون إلى المكتبة الفلسفية العربية دراسات ومباحث جادة.

وفى جائزة الشيخ زايد للترجمة فاز بها الدكتور فتحى المسكينى من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألمانى مارتن هيدجر (الكينونة والزمان) الذى نشره باللغة الألمانية عام 1927، وصدرت الترجمة العربية عن دار الكتب الجديدة المتحدة فى بيروت 2012. والكتاب جديد من نوعه لأنه يتضمَّن ترجمة عالية المستوى لنصٍّ فلسفى متميز بلغته الألمانية الأكاديمية المتخصصة، والذى عُرف بأنه من أمهات المصادر الفلسفية الظاهراتية. وعلى الرغم من الطابع الفلسفى للكتاب، إلا أن المترجم الدكتور المسكينى استطاع أن يقدِّمه بلغة عربية رصينة تجمع بين الوضوح والدقة والجمالية، بالإضافة إلى الشروح الواسعة، والهوامش، وثبت المفاهيم والمصطلحات باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. والمترجم متخصص بالفلسفة الألمانية ويمارس تدريسها وله دراسات مؤلفة ومترجمة عن الفلسفة الأوروبية عموماً والألمانية تحديداً تفتقر المكتبة العربية لمثل هذه الترجمات العلمية الدقيقة. ولذا سيكون مرجعاً أساسياً للباحثين والمتخصصين العرب فى فلسفة هيدغر، وهو إضافة نوعية على صعيدى الأسلوب والموضوع.

وفاز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية الدكتور عبد الله إبراهيم من العراق، عن كتابه (التخيُّل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية)، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت 2011. والكتاب دراسة علمية جادة فى مجال النقد الأدبى الحديث، تتجلى فيها رؤية المؤلف الخاصة التى تحاول تحليل العلاقة بين أبنية السرد فى الرواية التاريخية والمرجعيات التاريخية التى توجهها وتتحكم فيها. وتسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن المركزية التاريخية ونقدها كعنصر موجِّه للخيال الروائى (من خلال أمثلة تطبيقية)، وبذلك فإنها تقع فى إطار ما يسمى بـ "نقد النقد"، وهى فى مجملها تعدُّ امتداداً للمشروع الفكرى الجاد للمؤلف فى مجال الدراسات النقدية الحديثة.
وفى جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية فى اللغات الأخرى فازت الباحثة البريطانية مارينا وورنر عن كتابها (السِحرُ الأغرب.. .وألف ليلةٍ وليلة)، الصادر عن دار شاتو، المملكة المتحدة 2011 ودار جامعة هارفارد الولايات المتحدة 2012. لقد تصدت الروائية والباحثة المعروفة مارينا وورنر للبحث فى موضوع يجمع ما بين الثقافتين الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى من حيث الأثر الذى تركته ترجمة كتاب (ألف ليلة وليلة)، الذى حاز فى الغرب على مكانة أعلى من المكانة التى حاز عليها فى العالم الإسلامى نفسه. وقد كُتب الكثير عن أثر هذا الكتاب المهم الذى يتشكل هو نفسه من عناصر أتته من أمم مختلفة فى الأدب الغربى بعد ترجمته فى أوائل القرن الثامن عشر على يد المستشرق الفرنسى أنطوان غالان. لكن الكاتبة لا تريد تكرار ما كتب من هذه الزاوية، بل تريد البحث فى عنصر الغرابة الذى يستهوى الخيال بمخلوقاته التى لا تتفق والواقع، ولكنها مع ذلك تشكل ظاهرة إنسانية عامة نجد لها مقابلات فى ثقافات العالم المختلفة، وهى مخلوقات تعبّر على نحو رمزى عن آمال ومخاوف حقيقية بحيث تبقى الرغبة فى التعبير عنها ملازمة للوجود الإنساني. والخلاصة أن هذا الكتاب يجمع ما بين المنحيين؛ السَّردى والبحثى على نحو منهجى دقيق وبلغة سلسة ومنسابة ودقيقة.

وأما فى جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية ففاز بها (المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب) فى دولة الكويت، والمجلس يُعد من المؤسسات الريادية خليجياً وعربياً منذ تأسيه فى 17 يوليو 1973 ليكون مؤسسة ثقافية ترعى الآداب والفنون من خلال مجموعة من المطبوعات، منها: سلسلة (عالم المعرفة)، وهو كتاب شهرى صدر العدد الأول منه بعنوان (الحضارة) للدكتور حسين مؤنس فى يناير 1978، ووصل تعدادها حتى الآن إلى نحو 400 إصدار. وسلسلة (المسرح العالمي) التى بدأت بالصدور منذ عام 1969، وانضمت تاليا إلى المجلس، وصدر عنها عدد كبير من نصوص المسرح العالمي، والتى كانت محط اهتمام الكثير من المبدعين والروائيين والمسرحيين العرب كونها قدمت نصوصاً مسرحية عالمية وصل تعدادها حتى الآن إلى نحو365 نصاً. وسلسلة مجلة (عالم الفكر) الفصلية الفكرية التى بدأت بالصدور منذ إبريل 1970، وانضوت تالياً تحت إدارة المجلس بعد تأسيسه، وما زالت مستمرة بالصدور حتى وصلت أعدادها إلى 42 مجلداً. وسلسلة (إبداعات عالمية) التى تقدم المسرحيات العالمية، ووصل تعدادها إلى 393 نصاً. و(جريدة الفنون) الشهرية التى تعنى بالفنون المرئية والمسموعة والفنون التشكيلية، والتى انطلقت منذ الأول من يناير 2001، وصدر منها حتى الآن نحو 138 عددا. ومجلة (الثقافة العالمية) التى تعنى بالثقافة العالمية المتنوعة التى صدر منها حتى الآن نحو 169 عددا، وغيرها من الإصدارات التى يرعى المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب إصدارها وتوزيعها وإيصالها إلى القراء فى الكثير من دول العالم. ومجموعة من النشاطات الثقافية السنوية مثل: (مهرجان القرين)، و(معرض الكتاب)، و(مهرجان ثقافة الأطفال)، و(مهرجان الموسيقى)، وغيرها من النشاطات الثقافية والفنية.

أما عن جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية، ففاز بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف – مصر، وقالت الجائزة فى بيانها أن الدكتور أحمد محمد الطيب الإمام الأكبر، شيخ جامع الأزهر، يُعد شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمى المتخصِّص فى الفلسفة التى درس أصولها فى فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسى الناجح فى جامعات عربية متعدِّدة. وشخصيته، إلى جانب ذلك، هى شخصية العالم المسلم الورع الذى يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التى ظهرت فى أثناء رئاسته لمشيخة (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.