صدر حديثا عن دار الوطن بالمغرب، دراسة قرآنية حديثة بعنوان "آذان الأنعام" للدكتور عماد محمد بابكر حسن، الذى ألفه بالاشتراك مع شقيقه المهندس علاء الدين محمد بابكر حسن.
يتطرق الكتاب فى مجمل صفحاته إلى حقائق مدهشة حول عملية تطور الأحياء من إنسان ونبات وحيوان منذ بدء الخليقة إلى اليوم، ويبرز المؤلف أفكارا جديدة فى موضوع خلق آدم، وتطوره عبر ملايين السنين قبل أن ينفخ الله فيه من روحه ليتحول من إنسان غير عاقل إلى إنسان عاقل.

ويتطرق الكتاب إلى مسائل حساسة جدا تهم عقيدة المسلمين بالدرجة الأولى قبل غيرهم من الناس الذين لا يؤمنون بالإسلام، فحتى الآن يعتقد المسلمون ومعهم كافة المؤمنين بالديانات السماوية الأخرى، أن آدم الذى ورد ذكره فى القرآن والتوراة وغيرها من الكتب السماوية، "إنما هو مخلوق خلقه الله مباشرة من الطين" على هيئة ـ تمثال ـ ثم نفخ الله فى هذا التمثال من روحه فصار بشرا ذكرا.. وهذا ما ينفيه الدكتور عماد فى نظريته الجديدة التى اتخذ من آذان الأنعام عنوانا لها.
من يقرأ هذا الكلام لأول مرة لاشك أنه سيصاب بالذهول، خاصة أن الكاتب لم يأت بشىء على الإطلاق من خارج المنظومة القرآنية، وعلى من يقرأ كتاب "نظرية آذان الأنعام" أن يتحلى بالكثير من الصبر والحكمة والأناة، قبل أن يصدر أى حكم، لأنه على القارئ أن يقرأ الكثير من الصفحات ويمر بعدد من الأبواب، ومع هذا أو ذاك عليه أن يتدبر الآيات القرآنية التى يستشهد بها الكاتب وكأن القارئ يتلوها أول مرة بحياته.

وعلى القارئ أيضا أن يتعلم كيف يتصور "لغة الغراب"، لأن هذه اللغة عبارة عن رسومات ولوحات وصور وتعبيرات غير مكتوبة لكنها (أى لغة الغراب) موجهة إلى الإنسان الأول الذى لم يكن مستوى تفكيره يسمح له بفهم الأشياء التى نفهمها الآن. ويتدرج الكاتب فى المقارنة بين لغة الغراب "التصويرية" إلى "لغة الهدهد" (الفلسفية) فى تتبع تطور الخلق فى القرآن وكأنك تقرأ هذه العربية لأول مرة.

إن هذه المخلوقات الوديعة أنزلها الله من السماء لتكون مجرد أداة طيعة لخدمة الإنسان قاتلها الأول، لأن كل المخلوقات تطورت من أصل مشترك، لكن الأنعام أنزلت ولم تخلق كسائر المخلوقات، لذلك أودع الله فيها سرا عظيما من أسراره الكبرى سبحانه وتعالى وكان أول ما عزم إبليس على طمثه وتحويله إلى وسيلة إضلال بدل هداية للإنسان.

المرأة/ الأنثى لم تخلق من ضلع آدم الأعوج كما هو مشاع، وأن المرأة كاملة عقلا ودينا وليس كما يروجه الناس أن المرأة ناقصة عقلا ودينا وما هذه الرواية إلا جزء يسير من الروايات الإسرائيلية التى تبناها علماء الدين المسلمين المتأثرين بالإسرائليات.
أما الشجرة المحرمة التى وردت فى القرآن ونحن نفهم أنها شجرة تفاح نهى الله آدم وزوجه أن يقتربا منها أو يتناولانها لسبب لا نعلمه إنها ليست شجرة تفاح (ولا عنب ولا رمان) إنما الشجرة هنا تعنى التداخل "الجماع" بين الذكر والأنثى، لأن المجموعة البشرية قبل أن تتطور لتسمى تسمية جديدة هى آدم إنما كانت تعيش ردحا طويلا من الزمن بدون ذاكرة أو عقل، ولقد كانت هذه المجموعة الأولى تمارس حياتها كسائر المخلوقات الأخرى بدون عقل وهى إذا كانت تمارس الحياة الجنسية مع بعضها فإنما كانت تفعل ذلك دون أن تكشف سوءاتها (والمراد بالسوءة: الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى) والشجرة المقصودة هنا هى عملية "الشجر" أى التداخل بين الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى.