يعد النسيان بكافة صوره من أكثر الأمراض شيوعاً فى مجتمعنا، وأصبحت المرأة هى المستهدفة الأولى له، خاصة أنها الأكثر عرضة لضغوط الحياة والتلوث واللذين يعدان من أهم الأسباب للإصابة بهذا المرض.

تقول د. سوزيت إبراهيم، استشارى المخ والأعصاب بالمركز القومى للبحوث، إن هناك نوعا من النسيان يحدث نتيجة للضغوط الحياتية اليومية والتوتر وكثرة المشاكل والزحام وكثرة الالتزامات، فذاكرة الإنسان مثل المخزن إذا امتلأت عن آخرها بالمعلومات ينتج عنها عدم القدرة على استيعاب المزيد منها، وبالتالى يحدث نوع من عدم القدرة وصعوبة استرجاع هذه المعلومات مرة أخرى ويحدث ما يعرف بالنسيان.

أما مرض الزهايمر فهو نادرا ما يحدث فى سن صغيرة، لأنه غالبا ما يصيب الإنسان بعد سن الستين، ومن أول الأعراض التى تظهر على المصاب نسيانه للأحداث القريبة الــ short memory، مع احتفاظه بالأحداث البعيدة أو ما يطلق عليها long memory وقد تصل إلى عدم القدرة على إدراك الزمان والمكان الذى هو فيه، بل وعدم القدرة على التركيز والتواصل مع الآخرين ويصاحبه تدهور فى الصحة العامة، حتى يصبح الشخص عاجزا تماما عن أى شىء مع اضطرابات بالنوم.

وأشارت سوزيت، إلى أن أكثر فئات المجتمع قلقاً من هذا المرض هم النساء، مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية المنتمين إليها، وعادة يشكون بأنهم ينسين كل شىء حتى وهن فى المنزل، فالأمور الروتينية التى تتكرر يومياً يبدأن فى نسيانها، وهذا لا يعنى إصابتها بالزهايمر أو أنها فى بداية الإصابة به، فما تعانى منه هو مرض النسيان الذى يختلف تماماً عن الزهايمر، الذى هو عبارة عن تلف أو تليف يصيب أجزاء التفكير والذاكرة والكلام فى المخ، وهو أخطر بكثير من النسيان، وهذا المرض لا يصيب إلا كبار السن كما أن له ثلاث مراحل.