السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







إن أهم العوامل التي تحدد طول العمر هي طريقة العيش وليست الجينات الوراثية.

هل يبدو ذلك غير مقنعاً؟ نشرت المجلة البريطانية الطبية دراسة حديثة شملت 20000 شخص أنه بإمكان الإنسان تقليل احتمال الإصابة بجلطة دماغية إلى النصف باتباع أربع نصائح فقط: ممارسة التمارين لنصف ساعة يومياً، تناول خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميا، اجتناب التدخين، والامتناع عن تعاطي الكحول.



بالرغم من أن هذه هي بعض النصائح المعروفة التي يمكنك اتباعها لإطالة العمر، إلا أن الباحثون اكتشفوا أن لدى المعمرون عادات محددة مشتركة في طريقة الاكل والحركة والتعامل مع الضغوط. إن احتمال أن تعمر لمئة عام سيزيد بالتأكيد إن عاشها أبواك، لكن وبالرغم من ذلك فإن توماس بيرلز - في جامعة بوستن كلية الطب والذي درس الأشخاص الذين عاشوا لأكثر من مئة عام – يؤمن أنه بافتراض أننا نحينا عامل الوراثة المسبب لأأمراض مهلكة جانباً، فإنه لا يوجد شيء يمنعك من العيش بهناء لأكثر مئة عام. قد يلقى الآباء أو الأجداد حتفهم قبل أن يبلغوا حتى عمرهم الافتراضي إن كانوا مدمني تدخين مثلاً. لذا..امض في حياتك بتفاؤل متبعاً العادات العشر التالية:

1. لا تتقاعد:


"تثبت البراهين أن السمنة المفرطة والأمراض المزمنة تظهر بسرعة وبصورة مفاجئة بعد التقاعد مباشرة في المجتمعات التي تعود الناس فيها على التوقف عن العمل فجأة" كما قال لويجي فركسي – مخرج دراسة بالتيمور لتسارع الشيخوخة بمرور الزمن-. العديد من المعمرون والذين يعيشون في منطقة تشيانتي في إيطاليا لديهم طريقة مختلفة ليمضوا وقت فراغهم، يقول لويجي: "يقضي الناس معظم لأيامهم بعد التقاعد في العناية بحديقتهم المنزلية وزراعة العنب أو الخضار، هم لا يصبحوا عاطلين أبدا". لا تناسبك الزراعة؟ تطوع إذاً كمرشد لدى متحفك الوطني أو في أي مكان آخر.

2. خلل أسنانك بواسطة الخيط يومياً:


فهذا قد يساعد في الحفاظ على شرايين سليمة. أظهرت دراسة لجامعة نيويورك عام 2008 أن استعمال الخيط السني يومياً يقلل من كمية البكتيريا المسببة لأمراض اللثة في الفم. هذه البكتيريا تدخل مجرى الدم وتثير الالتهابات في الشرايين - والتي هي من المسببات الرئيسية لأمراض القلب-. وأوضح باحثون آخرون أن تجمع عدد كبير من هذه البكتيريا في الفم يزيد من احتمالية تغلظ الشرايين، وهو مسبب آخر لأمراض القلب. ويشير بيرلز أنه "على الأشخاص استعمال الخيط السني مرتين يومياً للحصول على أكبر فائدة متوقعة".


3. تحرك:


يقول جاي أولشانسكي –طبيب بروفيسور وباحث في إطالة العمر في جامعة إلينويس شيكاغو- : "التمارين هي نافورة الشباب الوحيدة الموجودة فعلاً، إنها كالتزييت والتشحيم للسيارة..ليس عليك فعله لكن سيارتك ستعمل بشكل أفضل معه". دراسة بعد دراسة وثقت فوائد التمارين لتحسين المزاج وحدة الذهن وتكتل العضلات والعظام. ويضيف جاي: "والفوائد تصبح ملموسة بعد أول تمرين لك مباشرة". لا تقلق إن لم تستطع الالتحاق بالنادي، فأولئك الذين ينظرون نحو الفائدة الكبرى هم الذين يتغيرون من عمل لا شيء للمشي ببساطة حول الحي أو مركز التسوق لنصف ساعة في اليوم. إن بناء العضلات وأداء التمارين بصمود قد تكون مثالية، إلا أن دروس اليوغا تعطي آثار مشابهة إن لم يكن فقدان الوزن هو هدفك.


4. تناول الحبوب الغنية بالألياف على الإفطار:


تثبت دراسة حديثة بإشراف فركسي وزملائه أن لدى أجساد الشعوب الذين يتناولون الحبوب الكاملة خاصة على الإفطار القدرة على الحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم طوال اليوم، وتقل احتمالية إصابتهم بالسكر.


5. تمتع على الأقل بستة ساعات من النوم:


أضف سنوات إلى عمرك عوضاً عن تقليل ساعات النوم لزيادة ساعات يومك. يقول فركسي: "النوم هي المعادلة الأهم التي يستخدمها الجسم لتنظيم ومعالجة الخلايا، وتبعا لحساباتنا فإن الأشخاص الأكبر سناً يحتاجون للنوم ستة ساعات تقريباً لإتمام مرحلة المعالجة". وأولئك المعمرون أعطوا للنوم الأولوية الكبرى.

6. تناول الأغذية الكاملة وليس مكملات الغذاء:


تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين تتواجد لديهم نسب كبيرة من المواد الغذائية كالبيتا كاروتين والسيلينيوم وفيتامين ج و هـ في دمهم يعمرون بشكل أفضل ويصيبهم الهزال بمعدل أبطأ من غيرهم. لسوء الحظ، فإنه لا توجد أدلة تثبت أن تناول هذه المواد على شكل حبوب يؤدي نفس النتائج المرجوة. يشير فركسي أنه "هناك أكثر من 200 صبغ جزري (كاروتين) مختلف و 200 نوع فلافين في حبة الطماطم الواحدة، وتحدث تفاعلات معقدة لهذه المركبات الكيميائة التي تؤثر على الصحة بشكل أفضل من تناولها على شكل حبوب كفيتامين ج أو اللايكوبين". تجنب الأغذية البيضاءالخالية من المواد المغذية كالسكر أو الدقيق أو الخبز الأبيض وتناول الخضروات والفواكه الملونة والخبز الأسمر أو الحبوب المغذية.

7. اضبط أعصابك:

قد تنجح هذه الطريقة مع وودي آلن الذي يفرغ قلقه في جرعة فكاهة، لكن بقية العصبيين لدينا يبحثون عن طريقة جديدة للتعامل مع الضغوط. يقول بيرلز: "لدينا دراسة جديدة تظهر أن الأشخاص الذين عاشوا لمئة سنة اعتادوا على عدم أخذ الأمور بشكل شخصي أو الإمعان في التفكير في المشاكل، إنهم بارعون في التكيف مع الضغوط. إذا كان التحكم بهذه الصفة الفطرية صعباً، ابحث عن طريقة أفضل للتعامل مع الضغط: اليوغا، التمارين، التأمل، أو مجرد أخذ نفس عميق للحظات معدودة...كل ذلك سيكون جيداً بالنسبة لك. أما التفكير في الأمر كثيراً، الجلوس أمام التلفاز وتناول البطاطا المقلية...فإن ذلك سيؤثر عليك بشكل سيء جداً.

8. اعتن بجسدك كما يفعل المسلمون:


المسلمون والعرب قديما اعتقدوا أنه من المهم الإعتناء وتدليل أجسادهم مما يعني أنه يمنع التدخين، تعاطي الكحول أوالاكثار من النشويات. والمتبعون لهذه العادات القديمة كانوا ملتزمون بحمية معينة تعتمد على الخضروات والفواكه والحبوب وممارسة التمارين، وهم يركزون أيضاً على العائلة والعلاقات الاجتماعية.

9. ابتكر عاداتك:


يلتزم المعمرون بروتين معين في حياتهم، طريقة الأكل والنشاطات ذاتها تمارس طوال الحياة كما يقول أولشانسكي. النوم والاستيقاظ في وقت محدد يومياً هي عادة أخرى تساعد في الحفاظ على توازن جسدك والذي يمكن اختلاله بشكل أسهل كلما كبرت سناً. ويشرح فركسي: "كلما كبرت سنا يميل جسدك للوهن ويصبح من الصعب عليه العودة لاتزانه وصحته إذا أغفلت عدد من ساعات نومك ليلة ما"، وهذا من شأنه أن يضعف جهازك المناعي ويتركك عرضة للإصابة بالفيروسات والأمراض المعدية.


10. ابق على اتصال:


البقاء على اتصال مع الأصدقاء أو من تحب هو مفتاح تجنب الاكتئاب الذي يعجل من نهايتك. وهي مشكلة شائعة بين كبار السن من الأرامل رجالاً ونساءً. وبعض علماء النفس يعتقدون أن الفائدة الأكبر التي يحصل عليها كبار السن من ممارسة التمارين هي النشاط الاجتماعي الذي ينتج عن المشي مع رفيق مثلاً أو الاشتراك مع مجموعة لممارسة التمارين. إن التواصل اليومي مع الأصدقاء أو أفراد العائلة يوفر لكبار السن الفائدة الإضافية من رعاية. كما يقول بيرلز: "قد ينبهوك إن لاحظوا أن ذاكرتك بدأت تضعف أو أنك أصبحت منعزلاً، وقد يدفعوك لرؤية الطبيب قبل أن تدرك ذلك بنفسك"