سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الضوء على محادثات المصالحة المزمعة بين إسرائيل وتركيا، واضعة تصورها لما وصفته بخارطة طريق لتلك المصالحة.

ووضعت الصحيفة فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى أمس الأربعاء- ملف التعويضات المالية فى صدارة الخطوات على طريق هذه المصالحة، مشيرة إلى سرعة قيام تركيا بتشكيل فريق برئاسة "فريدون سينيرليوجلو"، الأمين العام لوزارة الخارجية التركية للتفاوض بشأن تعويض العائلات التركية التى فقدت ذويها فى حادث السفينة "مافى مرمرة" الشهير إبان محاولة فك حصار غزة نهاية مايو 2010.

وعلى الجانب المقابل فى هذا الصدد، حذرت الصحيفة من أن تلجأ إسرائيل إلى تعيين أحد المحامين المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رأس فريق التفاوض الإسرائيلى، فيما دعت إلى تعيين رفائيل باراك، المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية على أن تكون المفاوضات جدية فى إطار دبلوماسى.

ونوهت "هاآرتس" عن أن وزير المالية يائير لابيد هو من سيتولى التوقيع على الشيك الخاص بالتعويضات، ليزيد بذلك عجز الموازنة الإسرائيلية عشية الحديث عن تدابير تقشف قاسية.

ورأت الصحيفة أن الخطوة التالية للتعويضات المالية على خارطة الطريق الإسرائيلية-التركية يجب أن تتمثل فى تعيين سفراء، ولفتت إلى أن كلا من خارجيتى الدولتين تضم مستويات رفيعة من السفراء ذوى الخبرة.

وقالت إنه يتعين على كل من تركيا وإسرائيل اختيار خمسة من كبار دبلوماسييها، مشيرة إلى أن سفير إسرائيل فى أنقرة سيمثل صوت وصورة إسرائيل فى العالم الإسلامى.

وفى المقابل، لفتت الصحيفة إلى ما ينتظر السفير التركى فى إسرائيل من تحد صعب يتمثل فى مهمة إعادة التسويق لشخصية بين أكثر الشخصيات المكروهة فى إسرائيل وربما فى العالم اليهودى هى شخصية رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، قائلة سيتعين على هذا السفير تقديم صورة جديدة لجمهورية تركيا الديمقراطية الإسلامية للإسرائيليين الذين لم يتعرفوا عليها بشكل مناسب حتى الآن.

بعد التعويضات المالية وتعيين السفراء، وضعت "هاآرتس" الحوار الدبلوماسى كخطوة ثالثة على خارطة الطريق الإسرائيلية-التركية، ورجحت أن يبدأ الحوار عبر جر الأتراك إلى القضية الفلسطينية، وكذلك إلى الملف النووى الإيرانى بالإضافة إلى الأزمة السورية.

ورجحت أن تتأثر العلاقة بين تركيا وإسرائيل على نحو طبيعى بمستجدات الأحداث على الصعيد الإقليمى، متوقعة أن تحاول تركيا الضغط لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، لاسيما وأن حركة "حماس" تعتبر بمثابة الأخت الصغرى والمدللة لحزب "العدالة والتنمية" الذى يرأسه أردوغان، على حد تعبير الصحيفة.

وتصورت الصحيفة الإسرائيلية أن تتمثل الخطوة التالية على خارطة الطريق الإسرائيلية-التركية فى ملف الغاز الطبيعى المتواجد فى البحر الأبيض المتوسط، مرجحة أن تطالب تركيا إسرائيل بوقف التفاوض مع قبرص وإلغاء الاتفاقيات فى هذا الصدد.