هذه القصيدة كتبها نزار قبل وفاته
وأوصى أن لا تنشر إلا بعد وفاته
على أن تتؤرخ بتاريخ وفاته
17/12/1998 الساعة الثانية فجرا
قصيدة رائعة من نتاج القباني الفقيد
حولته الهزيمة إلى مقارع شديد لمواقف العرب المتموعة
من قضاياهم رغم أنهم مالكي ثروة الأرض

من ها هنا
من عالمي الجميل
أريد أن أقول للعرب
الموت خلف بابكم
الموت في أحضانكم
الموت يوغل في دمائكم
وأنتم تتفرجون
وترقصون
تحياتي لكم اخوكم
علي احمد
وتلعبون
وتعبدون أبا لهب
والقدس يحرقها الغزاة
وأنتم تتفرجون
في أحسن الأحوال
تلقون الخطب
لا تقلقوا موتي
بآلاف الخطب
أمضيت عمري أستثر سيوفكم
واخجلتاه
سيوفكم صارت من خشب
من ها هنا
أريد أن أقول للعرب
يا اخوتي …
لا…
لم تكونوا اخوة
فأنا مازلت في البئر العميقة
اشتكي من غدركم
وأبي ينام على الأسى
وأنتم تتآمرون
وعلى قميصي جئتم بدم كذب
واخجلتاه
من ها هنا أريد أن أقول للعرب
ما زلت أسمع أخر الأنباء
ما زلت أسمع أمريكا تنام
طوبى لكم طوبى لكم
يا أيها العرب الكرام
كم قلت ما صدقتكم قولي
ما عاد فيكم نخوة
غير الكلام
لا تقلقوا موتي
فلقد تعبت
حتى أتعبت التعب
من ها هنا
أريد أن أقول للعرب
ما زلت أسمع أن مونيكا تدافع عن فضائحها
وتغسل عارها بدمائكم
ودماء أطفال العراق
وأنتم تتراقصون
فوق خازوق السلام
يا ليتكم كنتم كمونيكا
فالعار يغسلكم
من رأسكم حتى الحذاء
كل ما قمتم به هو أنكم
أشهرتم إعلامكم
ضد الهجوم
وجلستم في شرفة القصر تناجون
النجوم
واخجلتاه
ماذا أقول إذا سئلت هناك
عن نسبي
ماذا أقول
سأقول للتاريخ
أمي لم تكن من نسلكم
وأنا
ما عدت أفتخر بالنسب
لا ليس لي من اخوة
فأنا برئ
فأنا برئ منكم
وأنا الذي أعلنت
من قلب الدماء
ولسوف أعلن مرة أخرى هنا
موت العرب
طبق الأصل
نزار قباني
من العالم الآخر