أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن تحفيز الجهاز المناعى قد يساعد على علاج سرطان الدم لدى البالغين، وذلك فى تجربة أجريت على خمسة مصابين بسرطان الدم "اللوكيميا"، وأجريت الدراسة فى مركز سلون كيتيرينغ للسرطان فى نيويورك ونشرت نتائجها فى مجلة علم الطب المتعدى.

وعادة ما يتم استخدام هذه الطريقة العلاجية على الأطفال المصابين باللوكيميا، لكنها المرة الأولى التى تطبق على الكبار وتظهر علامات نجاح.

وكان المشاركون المستهدفون بالعلاج السريرى مرضى مصابين باللوكيميا اللمفاوية الحادة، وهو نوع من أنواع سرطان الدم المقاوم للعلاج الكيميائى مما يجعله فى بعض الأحيان قاتلا، إذ قد لا يعيش المصاب أكثر من أسابيع. ومع أنه يصيب الأطفال بمعدلات أكبر لكنه أكثر فتكا بالبالغين.

وقال الباحث المشارك فى الدراسة الدكتور مايكل ساديلين إن البالغين الذى تنتكس حالتهم ويظهر السرطان لديهم بعد العلاج الكيميائى عادة ما تكون احتمالات نجاتهم قليلة.

وأضافت هذه الدراسة دليلا آخر على أن تحفيز الجهاز المناعى لمقاومة الأورام قد يكافح عدة أنواع من السرطانات، ومن الأدوية التى تعمل بهذه الآلية عقار "يرفوي" الذى يقاوم سرطان الجلد القاتل المعروف بالميلانوما.

وفى هذه الدراسة عمل الباحثون على الخلايا المناعية من النوع التائى التى تقوم بالتعرف على الفيروسات والبكتيريا والانجذاب إليها ثم مهاجمتها. ويحدث السرطان عندما تفشل هذه الخلايا فى التعرف على الخلايا السرطانية، وتتكرر نفس المشكلة لدى مرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" إذ إن الخلايا التائية غير مدربة على التعرف على فيروسه "إتش آى في".

وقام الباحثون باستخلاص الخلايا التائية من الأشخاص المصابين باللوكيميا اللمفاوية الحادة ثم خلطوها خارج الجسم مع فيروسات غير ضارة تحتوى على مادة وراثية مكونة من ثلاثة أجزاء: الأول يدرب الخلايا التائية على التعرف على الخلايا السرطانية واسمه "سى دى 19"، والثانى يحفزها على قتل الخلايا السرطانية، والثالث يجعل الخلايا التائية تعيش فترة أطول.

وبعد 12 يوما فى المختبر أنهت الخلايا التائية تدريباتها فتم إرجاعها لأجسام المرضى، ليلاحظ الباحثون تحولها لما أسموه عقارا حيا، إذ اختفت أعراض اللوكيميا لدى أربعة مرضى، كما تعافى مريض واحد منها بعد مرور ثمانية أيام. ومع أن العلاج لم يخلُ من آثار جانبية إلا أنه تم التعامل معها.

وحاليا يجمع الفريق البحثى التمويل اللازم لإجراء هذه الدراسة على خمسين شخصا بالتعاون مع مراكز سرطان أخرى، كمؤسسة دانا فاربر للسرطان فى بوسطن.

ومع أنه قد يكون من المبكر الحكم بنجاح العلاج إلا أنه بكل تأكيد يحمل أملا لمرضى السرطان حول العالم.