سياحه فكريه
أجمل ما في هذا الكتاب أنه يشعر قارئه بأنه يعيش فعلاً في إيطإلىا، إنه ينتقل به من مكان لآخر، من ميلانو حيث المنسوجات إلى سهول لمبارديا الفسيحة الغناء، ومن فيرونا مدينة (روميو وجولييت) إلى روما ذات التلال السبعة والمقاهي والفاتيكان ذات الكنوز التي لا تقدر بثمن .. "انطلق الرحالة من سويسرا بأسرته بالقطار "وأمامهم في الخارج منظر يبهر الأنظار بجماله، هناك قمم الجبال المتوجة بالثلوج ترتفع في شموخ وتنحدر منها جوانب الجبال الصخرية إلى الوادي العميق الأخضر والشلالات الصغيرة تتدفق مندفعة من خلال الشقوق، ويمضي القطار في طريق حلزوني بعد أن غادر (لو سيرن) وبحيرتها الفاتنة صعد إلى ممر (سان جوتار) ثم راح يهبط علي الجانب الجنوبي لجبال (ليبونتين) مخترقاً ثمانية أنفاق نحتت داخل الجبال بطريقة لولبية، ماراً بالمنطقة التي يتكلم السويسريون فيها بالإيطالىة لقربها منها، ومر القطار ببحيرة لوجانو وأخذت الجبال بعد البحيرة تتضاءل مؤذنة بعد الخروج من آخر الأنفاق بدخول إيطاليا.بين سويسرا وإيطاليا، مدينة (كياسو) الحدودية ومنها يواصل الرحالة سيره في الأراضي الإيطإلىة مارا بـ (كومو) ومنها إلى ميلانو، وهي " مانشستر إيطاليا : مركز الهندسة وصناعة النسيج " وأول ما يتطلع السائح لرؤيته هنا هو مبني (الدومو) وهو الكاتدرائية الشهيرة بأبراجها المستدقة وعددها 31 برجاً، والتي استغرق بناؤها 400 سنة، بدء من القرن الرابع عشر، وتعد ثاني كاتدرائية في العالم بعد كاتدرائية القديس بطرس في روما، وقد بنيت علي الطراز القوطي ـ والقوط أو البرابرة ـ جاؤا من الشمال واجتاحوا إيطاليا ودمروا روما، لأن ميلانو لم تصبح جزءاً من إيطاليا إلا قبل 100 سنة فقط، وعندما بناها القوط كانت الكنيسة تسيطر علي كل شيء في الحياة المسيحية وكانو يعبرون عن السيطرة بجعل الكنيسة أبرز معلم في المدينة".






المدينة البرج


ومنها توجه الرحالة إلى (كريمونا) التي تقع علي نهر (البو) علي بعد 50 ميلاً جنوب شرقي ميلان، وهي مدينة تحيط بها الأسوار مما يجعلها نموذجاً لمدن القرون الوسطي في أوروبا، ويشبه نهر (البو) نهر النيل في مصر من حيث أنهما يرويان سهولاً واسعة شيدت عليها حضارات شهيرة، وفي هذه المدينة ( توراتزو) أي البرج: يصعد السواح قبل الوصول لآخره 396 درجة فلا يصلون أعلاه إلا وهم يلهثون، ويفخر أهل المدينة بهذا الارتفاع الذي يجعله أعلى مكان في إيطاليا كلها، ومن أعلاه ترى سهول لومباردي، وقمم الألب المتوجة بالثلوج عند الأفق الشمالي حيث تستقر عند قواعدها مدينة (برجامو) وفيها ولــــد (مونتوفردي) أبـــو الموسيقي العصرية قبل 300 سنة، ولا عجب إن اشتهرت لكونها مركزاً لصناعة آلات الكمان، وفي هذه المدينة كما في كل المدن الإيطالىة يشتاق السائح لتناول الـ (باستا أشوتا) وهي نوع من المكرونة التي يشتهر بها المطبخ الإيطالى، وهي أنواع: سباجتي، فاميشيللي، كانيللوني، لازانيا، تابلريني وكلها أشكال وأطوال مختلفة.

ويختتم الطعام بـ (البانيتون) وهو كعك لومباردي الحلو.


المدينة الليمون


ويصل الرحالة إلى (ليمونا) والتي استمدت اسمها من أشجار الليمون الكثيرة فيها، وهي مدينة صغيرة تقع علي لسان ضيق بين جبلين وعلى ضفتها الغربية بحيرة (جاردا) وهي أكبر البحيرات في إيطاليا، إذ يبلغ طولها 32 ميلاً ويتراوح عرضها بين 10 ونصف ميل. ومنها توجه الرحالة إلى (فيرونا) وكل قارىء للأدب الأوروبي يلفت نظره شهرة هذه المدينة في أدب شكسبير ولاسيما مسرحية (السيدان من فيرون) بل إن قصة روميو وجوليت مسرحها كان (فيرونا) "فشكسبير لم يخترع الجزء الخاص بالنزاع بين أسرتي روميو وجولييت : آل مونتاجو وآل كابيوليت وهي الخصومة التي تسببت في المأساة، ذلك أن الأسرتين عاشتا فعلاً في فيرونا خلال القرن 41 وكانت خصومتهما حقيقية، ولقد غير شكسبير اسميهما الحقيقين وهما: مونتيلسي وكابليتي".


وتشتهر فيرونا بثاني ملعب أقامه الرومان (الكلوسيوم) وهو يعد أروع ما تبقى من هذه المعالم التي تنتمي إلى ذلك العصر، وهو بيضاوي ويتسع لـ 20000 شخص.


وتوجه الرحالة إلى (البندقية) المشهورة بمدينة القنوات والتنقل فيها بالقوارب، كالسيارات في المدن الأخري، وهاهي زوارق الجندول السوداء تنساب فوق سطح الماء بينما السفن المحملة بالبضائع تروح وتجيء خلال القنوات الجانبية، والزوارق مزدحمة بالسياح، والىخوت تنساب ببطء إلى البحيرات التي تتوسط القنوات، وبدلاً من أبواق السيارات ترتفع صيحات ملاحي الجندولات وهم يضربون الماء بمجاديفهم الطويلة، وبدلا من دوي محركات السيارات كان صوت خرير الماء وهو يتلاطم مع جدران البيوت ودرجات مداخلها الحجرية".


"ثمة شيء واحد مشترك مألوف: إشارات المرور لتنظيم السير في التقاطعات المائية " ولا تخطيء عين السائح نظرة إلى (جسر التنهدات) الذي أخذ اسمه من المساجين الذين يمرون عليه إلى ساحة الإعدام وهم من فوقه يزفرون آخر زفرة هي عهدهم بالحياة" ورغم أن (البندقية) مدينة القنوات فإنها لا تخلو تماماً من الشـــــوارع التي يســــــمونها (كالى) ولا تزيـــــد في اتساعها على الأزقة.


في روما


واستقل الرحالة الطائرة نحو الجنوب إلى روما" وكانت مناظر الأرض من الجو تبدو مختلفة عن ما نشاهده ونحن علي الأرض، فمن الجو تبدو الأرض أشد ما تكون اختلافاً، تراها من الأرض في هيئة خطوط مبان وأشجار وتلال، أما من الجو فهي تبدو كأنها أشكال هندسية: فالحقول مربعات ومستطيلات وخطوط الحرث تبدو كأنها رسمت بمشط، والقرى كأنها مجموعة من المكعبات حول الميادين المربعة، والطرق السكك الحديدية تبدو كالخطوط البيضاء والسوداء المتقاطعة والأنهار كخيوط من الفضة والغابات كشرائط من الفراء الملتصقة بالأرض في أشكالها المتباينة".


وطارت الطائرة فوق (وادي البو) ولم يكن يبدو من الجو سوي سلاسل الجبال التي تستقر علي جوانب بعضها قري صغيرة تبينها الركـــاب من أبراج نواقيسهـــا التي لا تخطئها العين، ومرت الطائرة فوق تلال البان وبحيرات قبل أن تبدأ ملامح روما من الجو في الظهور تدريجياً، وظهرت كاتدرائية القديس بطرس وقبتها الكبيرة تلمع كأنها وعاء مستدير مقلوب فوق ضوء المدينة الذهبي، وعندما يهبط الرحالة سيكون بإمكانه القيام برحلة علي الأقدام إلى (قلعة جندلفو) مصيف (البابا) في آكام البان، أو يستقل الترام إلى قاعدة جبل (تيفولي) أو يستقل السيارة إلى ميدان (فينيسيا) وفيما وراء ميدان السوق توجد آثار قصور الأمراء أو فياسكرا (الطريق المقدس) المؤدي إلى الكابيتول، الهيكل الروماني أو رحبة التماثيل الضخمة.. الكلوسيوم وراء القوس تيتوس، فهذا القوس كان رمزا لروما، فالرومان هم من ابتكر بناية الأقواس، ومن ثم عرفوا كيف يضخمون البناء ويتوسعون فيه من الداخل، وكانت هذه الطريقة المبتكرة هي سر نبوغهم في بناء الجسور والمعابر الحجرية فوق الأنهار والسقايات التي تنقل الماء من بعد وإقــــامة الجسور فوق المستنقعات ومهاوي الجبال".


"ومن ميدان فينيسيا في روما يمكن أن يتوجه الرحالة إلى شارع (كورسو) وهو أجمل شوارع العاصمة، ويخترقها في خط مستقيم، ويوحي اسمه بأنه كان ميدان سباق قديماً، وهذا ما يراه فيه سائقو روما وتدهش السائح عنف حركة المرور، وما يصاحب ذلك من ضجيج محبب لدي الإيطالىين، ويرون في ذلك طرفة : فالأمريكي حين يشتري سيارة يهتم بمنظرها وتألق حليتها المعدنية، أما الإنجليزي فالذي يهمه هو المحرك واستهلاك البنزين، أما الإيطإلى فإنه يجرب أولاً البوق ليري هل يحدث دوياً عالىاً ثم يجرب الفرامل ليتأكد من عنف صريرها".





"وبجوار قصر بولي بروما توجد عدة كهوف متناثرة تنبثق منها المياه في دوي يعلو على أصوات حركة المرور في طريق (تريتون) القريب، وهناك نافورة (ترفي) التي يقترح علي السائح أن يلقي فيها قطعة من النقود تفاؤلاً أن يعود إلى زيارة روما، ولا يتوقع للرحـالة الذي يــــزور روما ألا يتذوق (البيتسا) وهي فطيرة كبيرة تقدم ساخنة ومتبلة بالبهارات وصلصلة الطماطم وهي تقدم بدون شيء معها لأنها تعد طعاماً كاملا،ً كذلك فإن زيارة حديقة (البنكيو) الشهيرة فوق أحد تلال العاصمة مما يجمع السائح في حبها مع أهل روما المغرمين بزيارتها، ويقع تحتها مباشرة (بياتسا بوبولو) وهو ميدان الشعب، وثمة نهر النيير أو نيفير، ينساب في منحنيات ومنعطفات ومنعرجات العاصمة".


ولا ينبغي لمن وصل لروما ألا يزور حمامات (كاراكالا) وقد بناها إمبراطور حملت اسمه، وكان الرومانيون شديدو الحب للاستحمام ولما اكتشفوا طريقة جر الماء من الأماكن البعيدة بالسقايات والمجاري المائية الأرضية راحوا يقيمون الحمامات حيثما وجدوا وكانت حمامات كاراكالا أعظمها فخامة، ففيها حمامات باردة وساخنة ووغرفات البخار وأحواض سباحة تتسع للآلاف من الناس، وأحيطت بسور يحميها وأبراج للمراقبة، ولم يبق الىوم منها سوي أطلال، وهي تستغل الىوم كمسرح صيفي مفتوح.


دولة الفاتيكان


وداخل روما توجد دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم، حيث مقر البابا كبير الأحبار الكاثوليك في العالم، ويحرسه حراس سويسريون، وقد أنشئت دولة الفاتيكان عام 1929، وعندما اتحدت الأقإلىم الإيطإلىة عام 1861 تحت قيادة (فيكتور عمانويل الأول) بقيت روما خارج هذا الإتحاد مدة 9سنوات، وتلافياً للمنازعات اعترف بالفاتيكان دولة مستقلة تحت سيادة البابا في التاريخ المشار إلىه آنفاً.


والفاتيكان دولة صغيرة يمكن الطواف بأرضها في ساعة، ولكن بها أكبر كنيسة في العالم المسيحي التي انشئت تخليداً لذكرى مقتل الحواري (بطرس) الذي لقي مصرعه مع آلاف من أتباعه هنا علي يد الإمبراطور (نيرون) وبها أغنى مكتبة تضم روائع ونوادر المخطوطات الثمينة بلغات العالم وتضم قاعة الفاتيكان أكبر مجموعة من التحف الفنية في الوجود، وفيها تجد الرهبان الفرانسسكان الذين يسمهم الإيطالىون (كابوسيني) وهو نفس الإسم الذي يطلقونه على (القهوة باللبن) ويرجع ذلك إلى لون مسوحهم التي تشبه القهوة.


وفي الطريق لزيارة اقليم ابروتسي ـ الذي يشتهر بالزلازل ـ يري الرحالة جبل (كورنو) أعلى قمة جبلية، فجبال الأبنين التي تمتد من وادي البو تتسع في (أبروتسي) حتي تصبح حاجزاً هائلاً يعزل الإقليم وسكانه عن بقية البلاد، وبجوار ابروتسي: هناك إقليم (أمبريا) المكون من أراض زراعية وتلال متماوجة ووديان خضراء وقد وصفه الشاعر (فرجيل) منذ 2000 عام بأنه "أمبريا الجميلة وتغني بمراعيه الفتانة الساحرة" وكان هذا الإقليم موطن قبائل الأتروربين الذين حكموا روما قبل ميلاد المسيح علىه السلام بخمسة قرون، وقد تركوا على تلال المنطقة مدافن عجيبة بجدران مزدانة بالرسوم وأوان خزفية تذكر بفنون الإغريق الأقدمين".


إن إيطاليا مليئة بما يستحق المشاهدة ومن ذلك قمة (فيزوف) وهو بركان حي يتسلقون إلىه من خلال مركبات معلقة، وتسلقه يعد من أمتع الرحلات التي يحرص علىها السياح الذين يصلون إلى نــابولي، وإلى الجنــــوب منه تقـع (بومبي) التي دمرها البركان عام 79 قبل الميلاد، وقد فاجأ البركان يومئذ سكان المدينة وغمر المدينة رماده ولما قامت الحفريات مؤخراً وجد كل شيء كما كان حتي أدوات الطعام التي تركها أصحابها ليفروا حين فجأهم البركان وهم يعدون طعامهم، ولا تكمل الرحلة في المنطقة البركانية من إيطاليا دون زيارة منطقة (سولفاتار) ذات الفوهات البركانية المتعددة وبالقرب منها حقول كوماي الملتهبة، وبالقرب منها بحيرة (أفرنو) تمتد مساحة سوداء رهيبة مليئة بالماء الراكد وقد كان الأقدمون يعتقدون أنها الطريق إلى الجحيم.


ويمتاز خليج نابلي بملوحة مياهه، مما يجعل السباحة فيه ممتعة وسهلة " إذ يحلو للسابح أن يظل فوق سطح الماء طافياً نظراً لزيادة نسبة الأملاح فيه، كما يمتاز بأنه من أحسن المرافىء الطبيعية على البحر المتوسط.

وتشتهر إيطاليا بعدد من الجزر منها صقلية و سرقوسة وهي في البحر المتوسط وتبدو في شكل كرة قدم أمام إصبع إيطاليا، وتعد صقلية قطعة من أفريقيا في أوروبا، فجبالها هي امتداد لجبال الأبنين من جهة ولجبال أطلس من جهة ثانية.


وعندما تغسل أمطار سبتمبر المناطق الإيطالىة من غبار الصيف، تشتد خضرة الأرض ويرى الرحالـــة نفســـه يشـق أبسطة سندسية خضراء ذات هواء نقي وسماء ملبدة بالغيوم، وهذا يشجع الرحالة على زيارة فلورنسا بمنطقة تسكانيا، فقد ظلت فلورنسا ولمدة قرنين أكبر سوق مالىة في وروبا، ولذلك حملت أسماء العملات، فالفلورين (القطعة النقدية الإنجليزية) أخذت تسميتها من فلورنسا، فقد حدث أنها كانت تقع في ملتقى الطرق المؤدية إلى روما وهذا يعني أن التجار والمبعوثين والحجاج والأساقفة الذاهبين إلى المدينة كانو يمرون دائماً بفلورنسا، ووصل ثراؤهم إلى حد تمويلهم للتجار في انجلترا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وكانت أوروبا آنئذ تستيقظ من رقدة العصور الوسطى، إضافة إلى أن هذه المدينة هي مهد الهندسة المعمارية لعصر النهضة.


"ولكن أروع منظر يستقر في ذهن الرحالة : منظر المدينة في الليل، فقد حولها فيض الأضواء بعد الظلام إلى أرض الأحلام الساحرة، فالأبراج العالىة ترتفع من البحيرات المظلمة والقصور القديمة كقصور فيكشيو وستروتسي ومديشي تكشف عن جمالها اوأناقتها الفاخرة كل منها منعزل بأمواج من الضوء الساطع تحف به من جميع جوانبه.


أما جنوا " فلم يكن ثمة وجهة للمقارنة بين هذه المدينة وليفربول إلا في شيء واحد، ذلك أن جنوا ميناءً كبيراً ومهماً ومركزاً للتجارة، أما في مظهرها الخارجي فهي أبعد ما تكون عن ليفربول، فهي تبدو وكأنها قد بيّضها ضياء الشمس الساطعة فأضحت لساناً أبيض بين جبال فيروزية ومياه زرقاء وعلى يمينها ويسارها يمتد شاطئا الريفيرا وهما يتمتعان بمناظر ساحرة وجو: يصلحان مصيفا ومشتي على مدار العام، وفيها ولد (كريستوفر كولمبس) مكتشف أمريكا، وكانت قديماً أهم ميناء بعد البندقية في البحر المتوسط، لأنها على الطريق إلى الشرق، ولما اكتشف كولمبس أمريكا وانطلق غيره لاكتشاف طرق برية وبحرية تجارية أخري سرعان ما فقد البحر المتوسط أهميته، ولهذا فليس لسكان جنوا ما يشكرون علىه ابن مدينتهم كولمبس.


ويعتقــــد أهـــــــــل المدينة أنهم مدينــــون للفرنسي فردناند دي ليسبس الذي حفر قــنـــاة الســــويس لاختصار الطريق إلى الشرق، فقد أعـــــاد ذلك إلى البحـــر المتوســــــط أهميته، ونجت بذلك جنوا مع غيرها من موانىء المتوســــط.


ومع اقتراب رحالتنا من اختتام جولته في أنحاء إيطاليا، بدأ يعد لرحلة مغادرتها إلى باريس