حصن كوكبان (تاج على رأس ملك جليل)



عندما تصعد الجبل لاتنظر الى الاعلى حتى لا يأخذ منك التعب مأخذة . فيردك من حيث اتيت . عزيزي القارئ تخيل نفسك وانت تصعد سلماً تاريخياً يمتد الى مئات السنين نحت في وسط جبل ...يلتوي كحبات المرجان في جيد العروس الفاتنة ...كلما ابتعدت كلما صغرت القرى والمدن تحت عينيك ..وتقترب من السماء الدنيا ..يالله ما اقرب السماء عند الناظر من راس الجبل.




قررت انا وأصدقائي ان نذهب في رحلة الى كوكبان وانتابتني الفرحة عندما اتفقنا حتى انستني الترتيب للرحلة وانطلقنا فوراً من صنعاء .










ترجلنا من السيارة في السوق وتركناها مع سائقها الثرثار ...وابينا الا ان نصعد مشياً على الاقدام ..وحرصنا كل الحرص ان نضع كل مانحمل من هموم بعيداً ...في صندوق الاحزان . والا نحمل معنا ماينغص علينا في هذا الجو الجميل .لكن لابد ان يكون في اي رحلة من المفاجئات مالم نعمل حسبانها . كأن يكون سائق السيارة ساهراً ليلة البارحة فيزحف بها زحف السلحفاة .. او ان ينفجر اطار السيارة في مكان منقطع .. او ان يصر احد الاصدقاء مثل محمد شراء كمية كبيرة من الموز لحملهها الى راس الجبل بحجة ان الفطور ليس كافياً .. او ان يصر عبدالجبار على حمل مسجلة نصف صالحة .. ولكنها مع ذلك امتعتنا كثيراً اثناء صعودنا للجبل .




السائحة لارا


في طريقنا للاعلى واغنية السنيدار تملأ الافق (ياللي عبرت الفضاء بالله ايش الحقيقة لما وصلت القمر) كانت هي الاخرى تتريع على صخرة مسطحة وتدندن باغنية انجليزية تبدوا رومنسية ولطيفة .. اقتربنا منها . إنها سائحة هكذا قلت . واسرعت الخطى نحوها . حتى بدى منظري مخز كمن يفر من عساكر البلدية . لاشيء سوى اني اردت ان اتمظهر امامها ببعض الكلمات التي اعرفها من الانجليزية . سالتها نفس السؤال الذي سألني مدرسي في الصف الاول. ما اسمك ... اجابت : لارا
وأمطرتني بعدها بوابل من الاسئلة لم استطع فك طلاسمها فاستنجدت بصديقي محمد كونة يعمل مترجماً في وكالة سبأ للانباء دار بينهما حوار ليس طويلاً . اخبرنا محمد انها من بريطانيا وان بلدنا جميل ورائع . وانها لاتخاف من شيء فاهل اليمن حسب كلامها طيبون . وتتمنى ان نزورها في بريطانيا وهي لاتعلم اننا لانزور قريتنا الا مرة في السنة .. في العيد.

واصلنا الطريق ومازلت احمل كيس الموز في يدي وانا اكيل في سري الشتائم لمن كان السبب في هذا ... حتى وصلنا لقرابة الرأس أو القمة .










كوكب الياقوت


يطل حصن كوكبان على مدينة شيبام من اعلى ..ويرتفع بحوالي 3000 متر عن مستوى سطح البحر واسم الحصن كوكبان لان قصرة كان مبنياً بالحجر والفضة وداخلها الياقوت والجوهر في حصن يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك .. وقد اتخذه (المطهر شرف الدين) معقلاً في معاركة ضد الأتراك . وذلك لموقعة الحصين فهو محصن من كل الجهات ويوجد لة بوابة شرقية تغلق بمصراعين من الخشب مغطاة بصفائح من المعدن . كما أن ابواب الحصن ذات اعداد حربي ففي الجزء الشمالي الشرقي منها برج دائري الشكل وفي الجهه الشرقية توجد فتحة تؤدي الى نفق محفور تحت الارض يتم النزول الية عن طريق سلالم الدرج. وهذا النفق يؤدي الى اسفل المدينة . ويزين الجزء الاعلى من المدخل لوحة من حجر البلق مصقولة يكتب عليها ابيات شعرية تمدح الحصن بخط النسخ . وتحدد تاريخ عمارتة واسم المدخل . وايضاً يوجد هناك طريق من الجنوب الغربي للصعود بالسيارات . ولكن المشي افضل



قبل أن نعود


كان يتوجب علينا ان نعود لادراجنا... أن نقف وقفة صمت . لحظات بحجم الزمن الذي سرقة العمر بين اجسادنا . وقفة على حافة الجبل والسحاب الابيض يحلق قريباً منك والضباب يندفع للاعلى فيملأ النفس رائحة وسرور
ورذاذ المطر يتساقط بزخات لطيفة . كان لا بد ان نسجد حمداً وشكراً لمن خلق هذا المكان وهذه الطبيعة الساحرة.



الفن الكوكباني

اشتهر من اهل كوكبان العديد من الادباء والشعراء المعروفين . كما ازدهر فن الغناء الكوكباني المشهور وأشهر فنانية هو محمد حمود الحارثي ومن أغانية : سقاش ياكوكبان العز ياروضة بلادي
ياحصن وادي النعيم.