يؤكد الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بأن هناك العديد من ألوان الاستبداد التى يمارسها البعض دون وعى، وإنما أصبحت فى صميم طبائعهم وتعاملاتهم اليومية، وفى هذا الإطار فإن هناك استبداد دولى، والذى أصبح واضحاً منذ ظهور عالم القطب الواحد، حيث تتحكم الإمبراطورية الأمريكية الآن – منفردة – فى مقاليد الأمور، حتى الهيئات والمنظمات الدولية التى نشأت للمحافظة على الشرعية الدولية قد أطيح بها وأصبحت أداة فى يد الدكتاتورية الأمريكية المستبدة.

وتقوم بريطانيا بدور " هامان " للفرعون الأمريكى المتغطرس حيث إنها لديها طموح سياسى تحققه من خلال تقديم الخدمات لأمريكا، وتبرير أفعالها والسير فى ركابها وتقوم اليابان والصين بدور قارون المستفيد مادياً من هذا النظام العالمى الفاسد، أى أن أطراف العملية الاستبدادية متحققة تماماً فى النموذج الدولى..

وهذه الأطراف الاستبدادية تتحكم فى مقدرات الضعفاء والمستضعفين والخاضعين والمستسلمين من شعوب العالم، ومن ثم فإن دافعى التملك والخلود ليسا قاصرين على المستبد وحده فهما دافعين أساسين فى النفس البشرية سواء فى الدول الأجنبية أو العربية.

ويبدو أن هذين الدافعين يكونان متأصلين فى نفس المستبد، فهو لا يشبع من التملك وهو يسعى إلى الخلود وينكر فى أعماقه فكرة الموت.