حالة من الحزن تسيطر على العاصمة الفنزويلية كركاس، بعد إعلان خبر وفاة الرئيس الفنزويلى الاشتراكى، هوجو تشافز، فقد خرج آلاف الفنزويليين إلى الشارع مطلع صباح اليوم، الأربعاء، للإعلان عن حزنهم لفقدانهم "رئيس الفقراء" كما يسمونه، حيث أكد العديد من الفنزويليين أن تشافز من أقوى الشخصيات التى عرفتها فنزويلا.

وبعد إعلان خبر وفاة تشافز، انتشرت قوات الجيش والشرطة فى فنزويلا وتحديدا العاصمة كركاس لمنع أى فوضى من الممكن أن تحدث، حيث تعهد الجيش باحترام الدستور ونتيجة الانتخابات.

استطاعت حكومة تشافيز تطبيق عدد من "المهام" أو البرامج الاجتماعية من بينها التعليم والخدمات الصحية للجميع. لكن الفقر والبطالة مازالا من القضايا واسعة الانتشار على الرغم من الثروة النفطية للبلاد.

ومن المعروف عن تشافيز أسلوبه المتفاخر عند حديثه للشعب من خلال برنامج تليفزيونى أسبوعى باسم "مرحبا أيها الرئيس"، وهو برنامج يتحدث من خلاله عن أفكاره السياسية ويحاور الضيوف إلى جانب الغناء والرقص بعيدا عن الرسميات.

وإذ يرى الكثيرون أن تشافز هو المدافع عن الديمقراطية بينما يعتبره الآخرون دكتاتورا لا يهتم سوى بذاته إضافة إلى مواقفه السياسية المثيرة للجدل ودعمه لقادة ثارت عليهم شعوبهم.

فخلال الأعوام الأربعة عشر التى أمضاها فى الحكم، حاول الرئيس الفنزويلى، هوجو تشافز، الظهور بصورة الرجل الذى تخطى الصعاب معتبرا كل المحن التى يتعرض لها انتصارات يحققها، فقد تحولت الفترة التى أمضاها تشافز فى سدة الحكم إلى مسلسل رسم من خلاله صورة الرئيس المدافع عن الفقراء فى مواجهة الأغنياء وأنه سيمون بوليفار كرمز لتحرير أمريكا اللاتينية.

فى 4 فبراير عام 1992، قام تشافز بمحاولة الانقلاب الفاشلة التى كانت بمثابة البوابة التى اقتحم من خلالها عالم السياسة فى فنزويلا، وكان تشافز الذى كان يوصف بأنه صوت اليسار فى أمريكا اللاتينية قد انتخب لأول مرة عام 1998 واضعا بذلك حدا لهيمنة حزب العمل الاشتراكى والحزب الديمقراطى المسيحى منذ قيام الديمقراطية فى هذا البلد.

فى عام 2009 تمت المصادقة بعد استفتاء على تعديل دستور عام 1999 لإفساح المجال أمام إعادة انتخاب الرئيس دون قيود.

وكان الرئيس الفنزويلى هوجو تشافز، قد استقبل فى وقت سابق نظيره الإيرانى محمود أحمدى نجاد، فى جولة يقوم بها الرئيس الإيرانى فى أربع دول فى أمريكا اللاتينية معادية للولايات المتحدة وفى ذروة أزمة بين إيران والغرب على خلفية برنامجها النووى.