أكد الدكتور صابر عبد المنعم أستاذ المناهج وطرق التدريس بمعهد الدرسات التربوية، أن الموقف اللغوى إما أن يكون بين من متكلم ومستمع وكاتب وقارئ، ولا يمكن أن يتصور موقفا من مواقف الاتصال اللغوى بدون هذه الأركان الأربع المتكلم ـ المستمع ـ الكاتب ـ القارئ.

وتابع د. صابر، أنه ينبغى أن نفهم "أن اللغة سواء كانت شفوية أو كتابة ليست إلا رموزا، وأن المعانى لا تنتقل من المتكلم إلى المستمع أو من الكاتب إلى القارئ بدون هذه الرموز، وإنما الذى يحدث فى عملية الاتصال أن المتكلم أو الكاتب يمد السامع أو القارئ بجملة من الرموز يساعده عن طريقها إلى استحضار المعانى.

وأضافت د. صابر، قائلا: "هل التحدث والاستماع والقراءة والكتابة يحدث بهم تواصل لغوى جيدا، أقول لا.. هناك عنصر افتقدناه وهو وجوب رمز لغوى إشارى متفق عليه بين تلك الأركان، فعندما يأتى متحدث أجنبى بلغة أجنبية لا نجيدها، ويتحدث ونحن نستمع، ولكننا لا نفهم منه شيئا أو يكتب كاتب أجنبى ونريد أن نقرأ فلا نعرف، لماذا؟ لافتقاد الرمز اللغوى المتفق عليه، أو النظام الإشارى المتفق عليه، وقد بدأ استخدام اللغة أو جميع اللغات من إشارة اليد إلى لغة الفم، وأن إشارة اليد ما زالت تلازمنا حتى الآن، فنحن نتحدث ونشير بأيدنا وهو ما يعرف بلغة الجسد.

واستطرد د. صابر، أن من يريد أن يكون متحدثا جيدا أو قارئا جيد أو كاتبا جيدا فعليه الاهتمام بالرمز الإشارى، ومعرفة قواعده وخاصة أن النحو والصرف هو العامل المشترك بين فنون وأركان الموقف اللغوى، فلا يوجد متحدث أو قارئ أو مستمع أو كاتب جيد، بدون أن يكون لديه معرفة جيدة للرمز أو قواعد اللغة، ومن هنا تأتى أهمية معرفة التراكيب والقواعد النحوية والصرفية لأصحاب اللغة العربية، ولأننا إذا أردنا التواصل اللغوى بشكل جيد، فلابد من وجود نظام إشارى متفق عليه، مع الأخذ فى الاعتبار أن تلك المهارات أو الفنون الأربع يشكلون منظومة متكاملة، فالمستمع الجيد متحدث جيد، والمتحدث الجيد قارئ جيد، والقارئ الجيد كاتب جيد.